بالأمس شاهدتك عريساً تزفك الشام من قاسيون إلى ملعب تشرين مروراً بحاضرة الأمويين, أنت يا علاء: فخامة سفير الإنسانية و عنوان الفطرة التي لم تُدنسها أقنعة النفوس البشرية المتلونة و المتبدلة حسب الحال و الزمان و المكان.
أشكرك على أنك جعلتني أكتشف حقيقة واضحة عند أصحاب البصر و البصيرة أمثالك, و عصيّة على أصحاب البصر أمثالي, فأنت و أقرانك حباكم الله طموح و أمل لا نملكه "نحن ذوي الاحتياجات العامة" فكم من شخص سوّي و كامل بنظر المجتمع و لكنه عاجز و كسيح حسب مقياس النجاح و الإرادة و التوق للتميز و يقين مسؤولية ترك بصمة إيجابية على سطح الحياة قبل أن نُغادرها على غفلة مِنا و من الزمن.
لن أنسى الفرح الراقص في عينيك و أنت تمتشق الشعلة.... لن أنسى مشهد دخولك الملعب مع شقيقتك التي أخذت بيدك في درب الحياة, حتى أتى اليوم الذي أخذت أنت بيدها في درب الوصول لقلوب الناس و التربع على عرش النجاح....
لن أنسى كيف عمّدت جبهتك بتراب أرض الوطن و أنت تقبلها و تشكر الخالق جلّ و علاّ.... لن أنسى الدرس الذي علمتني إياه يا فخامة الإنسان.
لن أنسى ابتسامة سيدة الوطن التي اختصرت ابتسامات أمهات سوريا كلهن.
لن أنسى الفرح الذي رأيته على وجوه أبطال الأولمبياد جميعاً.
لن أنسى حبات العرق التي عطرت جِباه الشباب المتطوعين .
قدّرنا الله على أن نكون لكم يداً تأخذ بيدكم حيناً و تستند عليكم أحيان.
أتمنى أن تصلك يا علاء كلماتي هذه فهي كل ما أملك أنا و أمثالي , و كل الشكر لعائلتك لمساندتك فهي نِعْم العون و فخر الأسر السورية الحانية... الحاضنة... الدافعة للنجاح... المانحة حين يضُن الزمن... المُعينة على اجتياز صِعاب الدهر.... الباذلة كل شيء في سبيل كشف حقيقة سهلة و بسيطة وواضحة و ليست بحاجة لتدليل و لا لبرهان, بل بحاجة لتصحيح زاوية الرؤية لكي تُفهم صح و تُعطى حقها ويُعاد فهمها و يُصحح أسلوب التعامل معها.
باسمي و باسم كل إنسان على سطح كوكبنا أقول لك....أشكرك