معنى تعويم العملة : تخلي البنك المركزي عن تدخله في تحديد وتثبيت سعر الصرف اليومي للعملة حيث يتم التسعير بناءا على العرض والطلب في السوق كما يتم عادة في الدول التي تتبنى نظرية الاقتصاد الحر .
من حيث المبدأ هكذا قرار يوحد أسعار الصرف بين البنوك والسوق السوداء بالتالي يمكن للبنك استجرار جزء كبير من التعاملات المالية والمضاربات من السوق السوداء إلى خزينة المركزي ليتم إعادة تراكم ما خسره المركزي من سلة عملاته الأجنبية ..ولكن بالوقت نفسه هذا يفتح الباب على مصراعيه لاهتلاك العملة مناصفة بين المركزي والسوق السوداء وخاصة في ظل هذه الأزمة ..ولكن الأخطر من هذا كله التالي :
كما نعلم وظيفة البنك المركزي إحلال التوازن بين ما يملك الاقتصاد من الليرة وما يغطيها من العملات السبعة الأساسية وتسويتها سنوياً مع قيمة الناتج المحلي الإجمالي ,وكجزء من المخطط المرسوم لضرب سوريا هناك أخبار عن قيام بعض البنوك العربية والاجنبية بشراء الليرة وتجميع كتلة كبيرة منها على مدى أكثر من سنة ليتم ضخها في لحظة معينة في السوق السورية بطرق غلافها شرعي وإغراق البلد بالعملة السورية, وهنا كسياسة وقاية يتوجب على البنك المركزي تحقيق التوازن الذي ذكرناه ولكن من أين هذه المرة ونحن نمتلك خزينة ثابتة من الدولار والعملات الاخرى في ظل الحصار على الصادرات ..
اذا يبقى لدينا خط دفاع واحد وهو الاستثمارات ورفع قيمة الناتج المحلي الإجمالي وخلق قيمة مضافة في السوق لتعيد التوازن ولكن هذا الطريق مغلق أيضاً لأن الاستثمار في الحضيض ..
في الخلاصة يتوجب على الدولة السورية قبل اتخاذ هذا القرار التفكير بمخرج لمثل هكذا سيناريو , كتفعيل تمويل القروض للمشاريع المتوسطة والصغيرة المنتجة للسلع الأساسية المعدة للسوق المحلية ولبعض الأسواق الخارجية المتاحة مثل العراق وإيران وروسيا ,
واستجرار قروض من بنوك خارجية بالدولار ووضعها وديعة غير متاحة للتصرف لمدة سنة واحدة فقط لحماية الغطاء من العملات الأجنبية لعملتنا المحلية وأيضاً القيام برفع أسعار الفائدة على الودائع من العملات الاجنبية في البنك المركزي (ودائع البنوك التجارية في المركزي) وإصدار سندات خزينة بالدولار وإتاحتها للمواطن العادي .
وأخيراً نقول ان قرار البنك المركزي السوري بتعويم العملة خطوة متهورة وغير مدروسة جيدا وقد تكون الممر الإنساني الآمن للمضاربين والانتهازيين للعبث في اقتصادنا او ربما يؤدي الى انشقاق ما تبقى من تجارنا واقتصاديينا الوطنيين نحو الاقتصاد السوري الحر .