news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
مع حبّي ... بقلم : عبد الوهاب شمسي

تحيَّةً طيِّبةً .. و بعد ..


أكتب هذه الرِّسالة وأنا في منفاي .. أجلس في سريري الَّذي اعتدت الجلوس عليه  لأقرأ أو أتفرَّج إلى التِّلفاز أو أكتب .. أو آكل ! .. و حتَّى و أنا أتحدَّث إلى زوَّاري ..

 

هنا .. في منفاي الَّذي بتُّ أشعر فيه .. بأنَّه ملاذي الأوَّل و الأخير .. كم بكيت و كم ضحكت .. و كم فكَّرت و كم يئست .. و كم صلَّيت ....

كم شعرت .. و كم حكيت ! ...

 

الجميع حولي يشعرون بأنِّي غريب .. و أحياناً كثيرة .. يعبِّرون عن حبِّهم و نصحهم ....

 

كم حاولت بعدها أن أتغيَّر .. أن أعود إلى دنياي الَّتي أحببتها في السَّابق لكن .... ظلَّت تلك أمنية ً غير معروفة الزَّمن ؛  متى تتحقَّق ...

أنظر في كلِّ يومٍ إلى من حولي .. أجدهم متعاطفين معي من حينٍ لآخر ؛ لكن .. ما يفيد العطف و نحن في منفىً .. بعيداً .. عمَّن يجب أن نكون معهم ...

و كلَّما مرَّ زمنٌ .. بَعَُدَ الأمل .. و كأنَّ الأمل جامدٌ في أوَّل الزَّمان .. و نحن نوشك أن ننتهي ....

 

حقيقةً .. أودُّ لو أنَّ أحداً ممَّن يقرأ رسالتي هذه .. يردُّ عليَّ و  لو بجوابٍ صغير ..  كيف الوطن ؟؟؟؟؟!

و أخشى أن أكون فظَاً لو أنِّي طلبت الإجابة عن شيءٍ صغيرٍ آخر ... كيف الحبّ ؟ .. والصَّبر ؟  و ال .... آسف .. حقّاً أنا آسف .. !!

أظنُّ أنَّ هنالك أشياء كثيرةً أودُّ السُّؤال عنها و أنا في المنفى ..

هل أعود ؟ ........

باختصار.

 

أظنُّه سؤالاً يفي بالغرض ..

فليجبني أحدٌ ممَّن يقرأ أو يسمع نصِّي هذا عن سؤالي الأخير فقط .. فأظنُّه يشمل كلَّ ما يمكن السُّؤال عنه ..

لقد اشتقت لكم و أنا في المنفى .. اشتقت إلى وجوهكم .. إلى أصواتكم .. إلى كلماتكم .. نصحكم .. ضحكاتكم و صراخكم .. صدقكم .. هزلكم و جدِّكم .. محبَّتكم ؛ الَّتي هي من قلوبكم ..  // كلُّها // ..

 

و على ذكر قلوبكم .. كيف حالها ؟ .. أما زالت تنبض ؟؟؟ ..

أما زالت تحتفظ بتلك الدقَّات الخاصَّة كلَّما رأت هذا الجسد النَّحيل ؟ .. و تلك العينين الصَّغيرتين ؟ .. أم أنَّها أصبحت صورةً مغبرَّةً غير واضحة .. لشيءٍ يبدو أنَّه كان لطيفاً .... لا أكثر ؟ ..

 

لا يهمّ .. فلا أريد أن أطيل عليكم كي لا تملُّوا من قراءة سطوري و كلماتي الَّتي ربَّما لا تنتهي بسهولةٍ                و سرعة ..

أرجو .. عندما تصلكم رسالتي هذه .. و عند قراءة اسم المرسل .. أن لا تنظروا بتعجُّبٍ إلى بعضكم .. مستنكرين اسمه .. محاولين التَّذكُّر ؛ دون جدوى ..

 

أرجوكم بدل ذلك .. و مباشرةً قبل الاستنكار و محاولة التَّذكُّر .. ارموها في سلَّة المهملات .. فذلك أهون ..... و صدِّقوني .. لن أتوقَّف عن إرسال رسائل تذكِّركم بكلِّ ما فات من الماضي الجميل ..

//// و ارموها ....  أينما شئتم ...

ففي المنفى .. يظلُّ الحنين .. يجعلنا نكذب على أنفسنا بأنَّ الجميع هناك .. ينتظروننا ..............

المرسل :

   إنسان .. مع حبِّي

 

2012-01-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)