news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
وباء فكري…بقلم : رامي

إن أخطر وباء اجتاح مجتمعنا ولا يزال في السنين الأخيرة وعمل عمله في عقول كل طبقاته صغيرها وكبيرها ذكرها وانثاها هو الغزو الفكري بأبعاده كافة والتي كان أخطرها التلفاز والمسلسلات التركية فيه تحديدا.


التي كانت بدايتنا معها من خلال مسلسلي نور وسنوات الضياع الذين صورا لنا أن لا معنى وقيمة لعذرية الفتاةوأن لو حملت قبل الزواج فالأمر طبيعي جداً ويتقبله الأهل بكل بساطة , ثم ما لبثنا إلا ووجدنا انفسنا في وادٍ تحيط به الذئاب من كل ناحية وبدأت ولا زالت تنهش كما تشاء في عقول مجتمعنا كبيره وصغيره دون أن يردعها رادع.

فمع بداية عرض هذا المسلسل قبل عدة أعوام وما تخلله من مشاهد إعدام شنقاً بدأنا نقرأ كل مدة على صفحات المواقع الإخبارية والجرائد خبر عن طفل شنق نفسه , ترى لما فعل ذلك وهو إبن عشرة أعوام أو ثلاثة عشر عاماً , هل من حالة نفسية يعاني منها أم من خلاف مع أهله ؟؟

لا أبداً كل ما هنالك أنه شاهد في مسلسل وادي الذئاب مشاهد الشنق تعاد وتكرر وأن الشخص يشنق نفسه
أو يطلب ممن خانه أن يشنق نفسه فيفعل وصور الموضوع في ذهنه الطفولي على أنه أمر عادي جداً فأحب تجربته دون أن يعلم أنه سيقتل نفسه.

وبعد مدة بدأت أحداث المسلسل تتطور والأخبار على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية تتطور معها طرداً وفعلاً وشكلاً وبدأت ظاهرة فتح الجبهات وقتل الإنسان تنتشر في مجتمعنا حتى أصبح اليوم قتل الإنسان أسهل من شربة الماء.

حيث بتنا نقرأ بشكل شبه يومي عن جبهات فتحت هنا وهناك وقتلى هنا وهناك وكان ما قبل أخرها قبل عدة أيام في مدينة حلب عندما فتح مسلح النار على مجموعة أشخاص فقتل امرأة وأولادها الأربعة وحفيدها واثنان آخرين.
 
أما آخر ما رأيناه كان قبل يومين هنا في مدينة بنش عندما فتحت جبهة إطلاق نار في الحارة الشرقية بين عائلتين مستخدمين جميع أنواع الأسلحة بداية من المسدس وانتهاءً بما يسمى البنبكشن وانتهى الأمر بعدد من المصابين وهذا الذي يحدث كله ما هو إلا نتيجة حتمية لما يبث لنا كشعب متلقي بإمتياز وسطحي الثقافة يأخذ كل ما يلقى له بدون أن يعرف لما ألقي له وما أضراره.
 
وإن كان أصحاب المحطات الفضائية لا يلقون بالاً لا لدين ولا لقيم ولا لأخلاق ولا يعترفوا إلا بالمال الذي يحصدونه مما يبثوا من سموم في المجتمع , فإنه علينا أن نحاول قدر المستطاع العمل على الوقاية من سمومهم ومنع أطفالنا من مشاهدتها وتنبيه الجهلاء ممن يربون أطفالهم عليها كالذي يتحفك إذا ما لقيته وولده معه يعرفك عليه على أنه ( مراد علم دار ) وإلا سنعيش في القريب الآتي على أخبار مجازر شبه يومية
 
وأتمنى من الجهات المعنية سحب السلاح من أيدي الجهلاء حتى وإن كان مرخصاً وأن لا يترك سلاح تحت مسمى ( سلاح صيد مرخص ) إلا مع من يعرف بسيرته الحسنة .

2010-11-20
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد