كثيراً ما كانت تراودني أفكار وآمال ومشاريع أتطلع لتحقيقها وجعلها مثالاً يُحتذى على أرض الواقع. لكنني توقفت عن ذلك بعد فترة قصيرة، وأصبحت كلما اشتكى لي أحد الأصدقاء أو الصديقات أو الزملاء أو الزميلات، أنتقل من موقع الحدث بشكل لا شعوري إلى أحد أحلامي المفضلة وأنا غير واعٍ لما يحدث حولي.
فمرّةً كانت تشكو لي زميلتي في العمل أنها أصبحت تحس بالخجل الشديد من رئيس الدائرة بسبب طلبها المتكرر للخروج مبكراً من الدوام كي تأخذ ابنها -الملطوش- أمام الروضة .. حيث كانت كلمة الروضة آخر كلمة سمعتها منها, وبدأ الحلم المكان: وزارة التربية. الزمان: الآن.
القرار: مادة 1: تعدل مواعيد دوام رياض الأطفال من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الخامسة بعدالظهر.
مادة 2: تقوم رياض الأطفال باستلام الأطفال من منازلهم وتعيدهم إليها
مادة 3: سوف تقوم الوزارة بتعديل نظام الحوافز والمكافآت للعاملين فيهذا القطاع.
مادة 4: ينفذ هذا القرار من تاريخه.
كنت أول الفرحين ها هو أحد أحلامي يتحقق وتخيلت زميلتي في العمل والآلاف من أخواتنا وجاراتنا وقريباتنا وهنّ يتلقفن الخبر فها هي إحداهنّ تزغرد قائلة: لن أحتاج بعد اليوم أن أقف بتذلل أمام رئسي في العمل هالـ.......!!؟؟ وأخرى تقول: الحمد لله على تنوير القلوب ... على الأقل، سيكون لدي ساعتان بعد العودة من الدوام كي أرتاح قليلاً وأبدأ بإعداد الطعام.
أما الثالثة فتردد: مستحيل مستحيل أين أصبحنا في أوروبا !!! أما الرابعة، فكانت زميلتي التي كانت تهزّني بقوة وتقول لي: "شايف هالإبن الـ.... لم يعطني إذناً بالخروج لجلب الولد من الروضة "دخيل عينك ممكن تروح بدالي حبّابة الله يخليك ... وياخدك عالجنّة". وإلى اللقاء في حلم آخر ... لن أقول لكم سلف عن السيارات الخضر.