news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
الكرامة الاقتصادية... بقلم: أيمن عشماوي

إن فحش الأسعار هو الدافع لهكذا مقال ، ومع علمي بأن مقالي هذا هو عبارة عن صرخة في واد أو نفخة في رماد ...


فلا غرو فإن الغش والغصب والقمار والسرقة والربا والاحتكار والاستغلال وجميع أنواع الكسب الحرام لا يمكن عدها وسائل للتملك المحترم ..إنها في حقيقتها اعتداء على التملك الصحيح وطرق ملتوية لوضع اليد الجائرة((الآثمة)) على حقوق الآخرين. ولو تسنى لهؤلاء الجشعون بتعبئة الهواء في قارورة ويصدروها تجارة إلى الناس لما أحسوا بوخزة ضمير. ونحن هنا لا نبرئ العلماء والمفكرون، ومسلسلو التلفاز والإذاعات عن السكوت لمجرد امتلاكهم مادة المازوت أو الغاز وهم يعلمون فقدانها عند غيرهم ،وهي رشوة فكرية لا تغني ولا تسمن من جوع.. لكل سلعة من السلع المتداولة في الأسواق سعر حقيقي يمثل ثمن التكلفة وقدر الربح المضاف في الظروف المعتادة ، لكن الشارع الذي ينشد العدل في كل حال يضع من الوصايا ما يمنع التغابن وما يحمي أولي السذاجة والبساطة من أصحاب المكر ..

 

 فالإسلام مثلا –ينهى أن يبيع حاضر لباد ، وينهى عن تلقي الركبان، ومعنى ذلك أن التاجر المدني قد ينفرد بريفي غافل ، فيبيعه السلعة بثمن فاحش، أو أن العارفين بمستوى الأسعار في المدينة قد يسارعون إلى تلقي جالبي البضائع من خارج فيشترونها بأبخس الأسعار ويبيعونها بأفحش الأسعار ، أو يقومون باحتكارها إلى حين غلائها وهؤلاء ملعونون في التوراة والإنجيل والقرآن ،، قال الرسول الكريم محمد(( الجالب مرزوق والمحتكر ملعون)) فالإسلام يكره الجشع ويضرب على أيدي أصحابه حتى تجد العامة ما تحتاج إليه ميسورا موفورا..

 

ولذلك فإن من واجبي الأخلاقي أن أوجه نداء للأغنياء في ظل هذه الظروف الحالكة التي تمر بها سوريا ،أن يعودوا إلى ضمائرهم وأن يقتسموا الأرزاق،، ألا وإنها أحب الأعمال إلى الله في هذا الأيام ،فالإنفاق هو قبلة الأغنياء في الصلاة،فما قيمة صلاة لا تعلّم أصحابها إغاثة الملهوف وإعالة العائلات الفقيرة ..وإلا فماذا يغني راتب العشرة آلاف إلا لدفع الفواتير وشراء الخبز للعيال..

 

 وأوجّه كلمة إلى أصحاب الشركات الخاصة الذين يتمترسون بالغلاء ويلوّحون ويهددون بإقالة العمّال الذين تحولوا إلى جسور لنقل الثروة،ولكنهم مهددون في رغيف عيشهم فهم لا يشاركون رب العمل إلا في خسارته طبعا ((هذا وإن وجدت)) والخسارة من وجهة نظرهم((من وجهة نظر التاجر)) هي أن يربح عشرة ملايين في الشهر بدلا من تسعة ملايين؟؟؟؟  يا سلام!!فمن يجب أن يقدّر ظروف من ؟ التاجر أم العامل ؟؟ ونحن نرى الموظفين والعمال وهم أصحاب خبرة ودربة ، وأن الخدمات التي يؤدونها لا تعدو أن تكون هي الأخرى سلعاً يرتفق الناس بها ولا يستغنون عنها . وإن الجهد البشري الذي يبذله موظف أو عامل في انجاز أمر من الأمور ، له عوض مالي يمكن جعله ثمناً له ..

 

 فإذا تدخلت ظروف مصطنعة لبخس هذا الثمن أو المغالاة فيه ، نكون قد دخلنا في مستنقع الظلم لأن مواهبه قد بيعت بثمن بخس .. ليس من الدين أن يمنح الموظف راتباً دون كفايته ولو تم ذلك على أساس عقد مبرم بين الطرفين، فإن إرادة المحرج تنقصها الحرية ورضاه الظاهر إنما هو خضوع المحتاج لمن يملك البت من أمره .. والواجب أن يكون الراتب مكافئا للجهد المقدم قال تعالى(( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها))  

 

فيا أيها الأغنياء الشرفاء ويا أصحاب الدخل المتوسط أدعوكم أن تشاركوا جيرانكم الفقراء في رغيف العيش وتذكروا معي قول الرسول(( ما آمن بي ساعة من نهار من أمسى شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم)) يقول أحد الكتاب(( إن الله خلق الأرض وقدّر فيها أقواتها ، ولكنّ غنياً واحداً ينفق في لذة يوم واحد قوت مدينة )) وحمار واحد لا يأكل الأرض ليجيع بقية الحمير ، ولكن بعض الأغنياء يفعل ذلك ...!! فالتصرف في المال هو الذي يعطي للإنسان مكانته وقيمته وليس المال نفسه. أيها الأطباء امسحوا على قلوب مرضاكم لا على جيوبهم ، ساهموا بإعانة فقير محتاج فإنكم لن تجوعوا بثمن كشفية يحتاجها فقير، فالله يعطي الكثير ويطلب القليل. فالإسلام بداهة يسد الثغرات في المجتمع، ويعتبر أهل البلد قتلة إذا مات فيهم امرؤ جائع. أيها القارئ الكريم أرجو منك نشر فحوى هذه الرسالة وهي أمانة من مبلغ ..

 

2012-02-25
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)