حرب تشرين التحريرية عام 1973 ذكرى يبدوا أنها ماتت في عقول هذا الجيل وبقيت حبر في كتب التاريخ الذي لا نقرأ .. سوريا يا حبيبتي ، أغنية ألهبت المشاعر أثناء معارك حرب تشرين على أرض الجولان.. غناء : نجاح سلام ومحمد سلمان ..
"سوريا يا حبيبتي أعدت لي كرامتي أعدت لي هويتي بالحرب والكفاح وشعلة الجراح تنير درب ثورتي"
هذه الكلمات المحفورة في قلب كل مواطن سوري غيار على وحدة واستقلال بلاده ، الآن وقد بدأت ثورتان ثورة يقودها الرئيس السوري بشار الأسد ضد الفاسدين والمفسدين وضد عجائز حزب البعث الذين يرفضون تماشيه مع العصر وتطوراته ، والثورة الأخرى التي يظن أصحابها أنهم في ثورة يطالبون بالحرية والديمقراطية ووضعوا الشروط وأولها إزالة النظام السوري واتبعوا كل طرق الانتهازية والابتزاز والتهديد في استحضار المشاعر عبر محطات مشبوهة الإنتماء رغم أني مع مطالبهم في الديمقراطية والحرية ولكن ليس بطرقهم الغوغائية ، التي وصلت حد قتل المواطنين لتبرير أعمالهم الهوجاء .
أنا طبعاً لا أقول أن الحكومة السورية بريئة فهي استفزت الشعب السوري خلال عام الثورات العربية بعدم قيامها بإطلاق مشروع الإصلاحات التي بدأت متأخرة جداً وبرأي الخاص كان أولها الدستور السوري ، وأيضاً لا أنسى بعض من رجالات الأمن المتعصب أم المرتبط بأجندات خارجية وتحدث الرئيس بشار الأسد عنهم في خطاباته وأن بعضهم تم محاسبته ، الذين أوصلوا البلاد بتصرفاتهم الخاطئة إلى هذه الكارثة التي نحن بها الآن .
أخطأت الحكومة السورية عندما قالت على لسان مسؤوليها وأطلقت العبارات على المعارضة وهم طبعاً لم يقصدوهم بشكل عام ولكن اعتبرها المعارضين كذلك ، فقال وليد المعلم : مندسين بين أصحاب المطالب الشرعية و بثينة شعبان : أنه يوجد بينهم طائفيين و نجاح العطار اعتبرت أن المعارضين غير موجودين ، هذه كانت بداية الخطأ ، فالتقارير أكدت أنه من داخل الحكومة هنالك بعض القيادات الأمنية اللا مبالية بقرارات السيد الرئيس وتوجيهاته بضبط النفس أمام المظاهرات ، وبعض أخطاء العناصر الأمنية الفردية التي نجمت عن شتائم المعارضين أدت إلى وقوع الضحايا من المدنيين والعسكريين .
والمعروف عن عقلية بلاد الشرق المتخلفة أن الدم بالدم ، لذلك نرى أن المظاهرات في بلادنا تؤدي للقتل وفي الدول الغربية تنتهي بعدة اعتقالات وجرحى من دون سقوط ضحايا إلا ما ندر .
أعود إلى أغنية سوريا يا حبيبتي فأقتبس منها: "قنالنا جولاننا سماؤنا و أرضنا تفديهم دماؤنا تحميهم أبطالنا وبعثنا يسير لمجده الكبير مبشراً بعودتي ورافعاً كرامتي مجدداً هويتي"
كان هذا هو هدف الأكبر لكل مواطن سوري الجولان ، الذي انقلبت ساحات قتاله إلى داخل سوريا وبين السوريين أنفسهم للأسف ، أصبح كل طرف موالي أو معارض يبحث عن إلغاء الآخر بأي وسيلة وسمحوا لمرتزقة من الخارج بتمويل خليجي وأجنبي وإسرائيلي بالدخول بيننا نحنا الشعب الواحد الذي لم تفرقنا أزمة منذ الأزل .
و"بعثنا يسير" ، أين أنت يا بعثنا رأيتك نائم ولا تجدد هويتي ، ولا تحافظ على وحدة السوريين ولم أسمع منك تصريحاتك إلا في الآونة الأخيرة والتي لا تقدم ولا تؤخر ، أصبت الموالين لك بالإحباط ورفعت من كراهية المعارضين لك .
طبق السوريين موالين ومعارضين من أغنية سوريا يا حبيبتي الكلمات "رصاص بندقية مصنع الحرية للأمة الأبية"،"سوريا يا درب كل ثائر يا قلعة الأحرار والحرائر صمودك العظيم في البشائر تزف للآمال والضمائر"
نحن السوريون أصحاب العقول النيرة ، لم نعد نفهم أن زمن الثورات قد ذهب في مزابل التاريخ ، لأننا لا نتقنها وكل ثورة في تاريخ أمة الأعراب جلبت الويلات عليها من تدخل خارجي واقتتال داخلي ، للأسف استطاعت محطة أعتبرها من أسخف ما وجد في تاريخ الإعلام قناة الجزيرة وبالأحرى شبه الجزيرة التي حرضت الشعب السوري على بعضه وقسم منا يصدقها .
وكنت أول من يكتب مقالات تهاجمها من عام 1996 وحتى الآن ، لأنه كان واضح لي التمهيد الذي تقوم به إلى ماذا يرمي ، يرمي إلى تأليب الشعوب على بعضها وزرع الفتن بين مختلف الطوائف .
هل نسيتم عندما كنتم تركبون باص الـ "الهوب هوب" ، هل نسيتم كيف كنا نقف بالساعات أمام مؤسسات التموين ، هل نسيتم تقنين الكهرباء الذي كان يجمعنا ، هل نسيتم المحبة التي كانت تجمعنا والدمعة في أعيننا عندما نرى عجوز في الشارع محتاجه ، هل نسيتم كيف كنا نحمي ظهور بعضنا في المحافل الدولية كسوريين ونرفض التدخل الخارجي ببلدنا مهما كانت الأسباب ، هل نسيتم أنكم سوريون الأذكى والأرفع بين أمة العرب ونحن قلب العروبة النابض .
الآن تتقاذفنا كل الدول ، أن ضد أن تكون روسيا معنا وضد أن تكون أمريكا معنا وضد أن يتدخلا بنا ، أنا سوري إذا أنا فقط أستطيع أن أتخذ القرار لبلادي .
والحل لهذه الأزمة الكبرى : بكلمات أغنية سوريا يا حبيبتي "لم ينتهي المشوار يا عروبة حتى تعود أرضنا السليبة ففي الخيام طفلة المصيبة تنادي يا سورية الحبيبة" :
المحبة يجب أن تجمعنا لأن أطفالنا سيقبلون على مستقبل أسود مما فعلت أيادينا ، حتى لو انتهت هذه الأزمة بانتصار أحد الأطراف فإننا خاسرون لا محالة ، فالمعارضين يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم ويقبلوا الحوار حتى لو كان إدعائهم صحيح بأن النظام السوري يقتل الشعب ، يقبلوا بالحوار كي يتوقف القتل حسب أقوالهم .
وإن بقيت المعارضة في الداخل والخارج من مسلحين ومدنيين يرفضون الحوار ، فعلى البلاد السلام لأنهم هم سيدمرون قبل الحكومة ومن بعدهم الحكومة وتكون النتيجة تدمير سورية وربح الخليج والغرب وإسرائيل .
أما إذا قبلت المعارضة الحوار فستجبر النظام السوري على الالتزام بالإصلاحات التي يريدها كل الشعب السوري وستمنع العالم من التدخل ، هذا إن كان لها أجندات وطنية .
وبالنسبة للحكومة السورية ، عليها بضبط الأمن في البلاد من العناصر الشاذة التي دخلت البلاد ، وعليها أيضاً تقديم الوعود الصريحة والواضحة بالإصلاحات والتأكيد على قبول الحوار والاعتراف حتى بالمسلحين بأنهم مؤثرين بقرار المعارضة على الأرض ودعوتهم للحوار .
وفي حال رفضهم أنا معكم باستخدام لغة الرصاص أن تتكلم لتلزم المعارضين والمسلحين بالحوار .
وعليكم الإعتراف بأخطائكم من أول الأحداث وتفنيدها ، ولا ترموا كل أخطائكم على الرئيس بشار الأسد لأنه إنسان يبحث عن الحرية أكثر من المعارضين وأكثر من الموالاة ، وأثبت حياديه في خطابه.
وليس عيباً ولا ضعفاً اللجوء إلى صناديق الاقتراع في إثبات الشرعية للحكومة السورية ، التي أنا متأكد منها وأن نسبة النجاح لكم بحوالي 75 بالمئة ، انتخابات استثنائية تقرر وجود النظام أو لا برقابة دولية حيادية ستثبت للعالم أجمع الشرعية والحق ، ويجب الابتعاد عن العجائز والانتهازيين في القيادة ومحاربتهم والبحث عن التطوير والتحديث بين المواطنين الشرفاء العقلاء ولا نغيب رأي أي طرف من الأطراف مهما كان صغيراً .
حتى انتخابات رئاسة الجمهورية يجب أن تكون استثنائية ويدعى إليها فوراً للإثبات للعالم الخارجي شرعية الأسد ، التي لا نقاش بها بين الشعب السوري ولكن كرسالة للغرب المتعطش لدماء الشعب السوري .
إن اتخاذ قرارات شجاعة وغير مرتبطة بأي رأي خارجي يتخذ بين أبناء الشعب السوري هو الحل ، وأرجوكم يا شعب سوريا العظيم لا تسألوا من أبي بلغة رصاص الحرية الحمراء بل أعملوا على الحرية البيضاء بالتكاتف بين أبناء الشعب الواحد والمحبة التي جمعتنا من سبعة آلاف عام ، من أجل الدموع التي بكاها أطفالنا ونسائنا في الشهور الأحد عشر السابقة من موالين ومعارضين .