من مزايا ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي أنه غير بعض الأنظمة ويسعى لتغيير البعض الآخر ولكنه لم يغير المصطلحات ..

في ليبيا المجلس الوطني يتهم بعض دول الجوار وأتباع القذافي المفترضين بالتآمر على ليبيا لتقسيمها وكأن أهالي برقة ليسوا سوى أحجار شطرنج تحركهم المؤامرة التي لطالما تم التهكم على القذافي عندما ذكر شيئاً عنها في معارضيه ...في سوريا بعض المعارضين لا يكفون عن القول بان عدم نجاح الثورة يعود لمؤامرة دولية " كونية " على الثورة متناسين أن السياسة هي فن الممكن في عالم الواقع وليس فن التخيل في عالم الأمنيات السعيدة .. 

وفي ذات الجلسة يتهكمون إعلام السلطة الذي لا يكف عن ذكر مفردات المؤامرة هو الآخر ...مصر الثورة الاخوان يقولون أن أحداث مباراة بورسعيد وراءها سوزان مبارك وأتباع زوجها الذين يتمتعون بمواصفات الرجال الخارقين للعادة و يخرج الجنزوري ويتهم ضمناً الأنظمة العربية الخليجية بالتآمر على ثورة مصر وإفشالها من خلال عدم دعم مصر بالمال الذي وعدوا به وكذلك يتهم البعض المجلس العسكري بالتآمر مع امريكا لإخلاء سبيل الموقوفين على خلفية قضايا تمويل المنظمات الأهلية ...ومن يدري فقد نخرج اليوم لنجد البعض يدعي أن وجود النفط في بعض الدول العربية وانعدامه في أخرى هو مؤامرة وأن وجود سوريا بجوار العراق وإيران مؤامرة وأن وأن وأن

....وكل ما في الأمر أننا سنستبدل إسم المتهم بالمؤامرة ليصبح الفاسد المستبد وأتباعه بدلاً من أعداء الثورة ..الرجعيين .. الانفصاليين وماشابه ....يبدو أن ربيع العرب سيحمل مورثاتهم في حبهم وإيمانهم بالأساطير والروايات الخرافية وتضخيم شأن الخصم لتلافي ضعف الراوي