أمي ..

يا أمي...

يا نوارة عمري..يا طفلتي الكبيرة..يا بسمتي و حزني وقوتي وضعفي..

جبالٌ من الكلماتِ تتكدّس فوق حنجرتي عند لفظك..تتسابق اللهفة وتخجل الحروف عندما أنطقك

عاجزة أنا إلا أن أرتمي فيكِ..بدفء حضنكِ..بواسع عطفكِ وما فاض من حنانكِ...

قطعةٌ من الجنة قدميك.. وقبسٌ من الرحمن أنتِ..فلا عجب أن تستجيب لكِ السموات حين تتضرعين

توقظني تراتيلكِ ليلاً..تصلني تمتمةُ صلاتكِ ودعواتكِ فأشعر بالسكينة..تحيط بي ملائكة قُّدّت من رضاكِ...

يقتلني أنين أنفاسك وتعذبني تنهدات ألمك عندما تتقلبين على فراش مرضك..أعرف أنك تكتمين وجعك

أشعر بالعجز..يعتريني الخجل..فأدّعي عميق النوم حتى لا يؤرقك خوفي...

أعصر الدمع وأحبس أنفاسي وأشحذ ما أستطيع من رجاء عند الله لك بالشفاء

لأنني أحتاجك!! لأنني أريدك..ولا أقوى دونك..كم أنا أنانية حتى في حبي لك

وكم عظيم عطائك حتى في ضعف حيلتك...

أُخاصمك أنا فتطلبين أنت الصفح !!طالما وقفتِ خلف باب غرفتي لتراضيني في الوقت الذي يجب أن أركع أنا عند قدميكِ وأستميلك عذراً

أُزعجك أنا فتجلدني طيبتك ..تقتلني تلك النظرة الطيبة التي ترسلينها عندما أفور في وجهك فأجدك تخافين علي تمتصين غضبي وتتجاهلين ما أتفوه به من كلام يؤذي عظمتك..لتفاجئيني بسرعة صفحك...

أمي..يا أمي..أرحميني من طيبة قلبك

تفخرين بنجاحي..تسهرين بمرضي..تشاركيني حزني و أكثر..تشعرين بما أخفيه عنك..كم من الأسرار حباكي الله يا أمي!!

اليوم في عيدك..لا أقوى إلا أن أقول : عيدي كل يوم هو وجودك..فسامحيني وعانقيني وأشبعيني من رضاكِ