news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
أبحث عن انسانيتي... بقلم : سلاف يعقوب ابراهيم

مع دخولي كل يوم في الطريق الذي اخترت/أجد أنني أسير في حقل ألغام،وهنا لا أتحدث عن مخاطر الإعلام من التواجد في المواقع الساخنة التي لا يفصلنا عن الموت سوى العناية الإلهية


الأحداث السورية علمتني وعلمت الكثير من الصحفيين أننا في طريق ربما تتفجر بصفاتنا الإنسانية ألغاما شبيهة بتلك التي مزقت أشلاء أخوتي السوريين في تفجيري دمشق الأخيرين
منذ يومين وفي جلسة جمعتني مع زملاء مهنتي ، تبادلنا خلالها أطراف الحديث المشترك بين جميع السوريين   " عن الأوضاع الحالية   " وبعد مرور نصف ساعة حان وقت إبراز العضلات الصحفية و سرد القصص البطولية من خلال تمريرها بالنكات لتلطيف صفة الكبرياء المتسربة إلينا في تلك الجلسة


وجدت نفسي أقول مبتسمة:  "اليوم حققت انتصارا ،أعتقد أني من أوائل الإعلاميين الذين حددوا موقع التفجير  "، قاطعني صديقنا   "أحلى لقطة أخدتا لما بلشت وحدة تصرخ من الخوف وقت التفجير،هي اللقطة رح حطا ببداية التقرير لألفت نظر المشاهد  " علق آخر   " يا لطيف على هي اللقطة شو حلوة حقا مصاري   "


خلال الحديث أرسلت رسالة إلى رئيس تحريري زياد حيدر فيها   " هل رأيت مصادري لقد تمكنت من جلب عدد القتلى في تفجيري دمشق قبل جميع القنوات بثلث ساعة )أرسلت الرسالة وأنهينا حديثنا بعد أن أشبعنا رغبة اثبات الوجود وشغفنا نحو السبق الصحفي


في المنزل فتحت التلفاز لأشاهد طريقة التغطية الصحفية للتفجير الأخير ، والمنظر الذي فاجئني وكأني لأول مرة أشاهده صورا للأشلاء، توقفت الصورة وترددت أصداء عباراتي عن روعة جلب الأخبار السريعة فانحشر رأسي خجلا في جسدي .
حالة غريبة أصابتني، بكاء وصلاة وحزن وغضب،والخيالات أخذت تتزاحم في رأسي ،أحاول طردها دون نتيجة ،سعيت إلى تهدئة نفسي بمقاربة مهنتنا بمهنة الأطباء الذين يشاهدون يوميا الدماء فتتبلد مشاعرهم ليتمكنوا من الاستمرار في هذا العمل


حاولت تقدم التبريرات لأنانيتي الصحفية دون نتيجة،وبعد عناء تيقنت أنه علي البحث عن بقايا انسانيتي كما يبحث تماما والد ريتا وأم محمد عن بقايا أشلاء ولديهما ...
أبحث عن إنسانيتي

 


 
2012-05-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)