لكْ سلامتك .. وسلامة مثانتك .. وسلامة كل ما يتعلق .. بسلامتك

كيف لنا .. أيها الأمير، أن نعيش ونحن نعرف بأن مثانة سعادتكم أصيبت بوعكة

في مثانتكم حياة للشعوب ودواء للمساكين

ونحن لسنا إلّا بقية من فضلاتكم، على أبوابكم، ننتظر محاسن مثانتكم

نحن يا مثانة الأمير .. فدوى لكل ألمٍ ألمّ بك

..

الأمير أصيبت مثانته .. يا للهول ... هلمّوا هلمّوا نهرع ونفزع وننخرع

ولنبعث بقلوبنا على محفات تحمل مثانة الأمير .. أقصد الأمير كلّه

فما نفع المثانة بدونه .. كما أنه ما نفعنا بدون مثانته..

الخبر صحيح يا أبناء جلدتي .. فلا تفكروا كثيراً بالفبركات .. ولا بالخزعبلات

البي بي سي بجلالة قدرها أذاعت النبأ المهول

ولدواعٍ أمنية فقط .. وضع الخبر بدون صورة مثانة الأمير ..

دواعٍ أمنية فقط .. وليس حفاظاً على مشاعركم وأمراضكم القلبية

ولدواعٍ أمنية .. لم يقولوا لكم من فعل هذه الفعلة بمثانة الأمير

ولكن الاستنكار أتى .. والشجب أتى ... والتأمت الدول كلها لتبعث برسالة حبّ إلى .... الأميرر

.. ولولا لطف الله وتقدير ... ولولا الأمير، لما وجدت مثانة الأمير لنبعث له ولها التحيّة

 ولولا عطف الأمير لما .. لما استطعنا أن نشاركه همّه ومصابه وحزنه وشدّته وألمه وعذابه

كل العالم يخاف على مثانة الأمير .. ونحن كذلك، ولذلك، كل الحشود الآن إليه تسير ..

ستشكل لجنة أمنية .. تبحث في ملابسات القضية

ولدواعي السرية ... لن يعلن عن موعد العمليّة

...

وهذه مجرد برقيّة

من مثانة الأمير تسلم عليكم جميعاً

تحيّة قوميّة.. مختومة بختم ملكي ومعطرة برائحة .. زكيّة

----

نستحق هذه التحية

نحن المختزلون في خبرٍ لا يقرأ إلا من زاوية خفيّة

نحن الموتى الذين لا نشبع موتاً، ولا من يصلّي علينا حتى ملاك الموت نفسه

نحن القبور التي ما انفكت بنا تقيء وتتبرز

نحن الخبر الشنيع والماضي المهتريء

ومثانة الأمير أهم وأجدى وأعظم للسلام العالمي..

من كل أطفالكم .. وكل قتلاكم .. وكل الجنون الذي يعصف بكم

الـ بي بي سي تعرف ذلك

ونحن نعرف الـ بي بي سي

ونعرف بأنها نور وحقّ

--

سحقاً..

جئت فقط لأقول لكم ..

لا تقرؤوا الأخبار لصباح غدٍ .. ولا بعد غد..

لا لن تحجب عن الصدور الصحيفة

لا لن تبثّ القنوات جميعاً ..موسيقى حزينة ..

ومارشات عسكرية

ولكن لا مكان لحزنكم هناك

لا مكان لصراخكم ولا لبكائكم

لا مكان لموتكم

...

أجّلوا موتكم ولو قليلاً ..

فصدر العالم لا يتسع الآن إلا ..

لمثانة ملكيّة