الشك اساس اليقين ولكنه ليس اليقين التام ويحتمل ان يكون الاساس يعاني من خلل جوهري الامر الذي يؤكد بان ما بني على خطأ فهو خطأ وبناء بيت على اساس غير صالح يعني ان البيت باكمله ليس قويا امام ظروف الطبيعه وعوامل الضغط والتقادم..
وبعض الظن اثم ولكن ليس الظن كله ولكن مع استمرار تعرض الانسان للظلم بكافة اشكاله واصنافه ممن يصادفهم في مشوار حياته من طمع وتشويه وغدر ونكران جميل وتنكر لما قدمه الانسان من خير للاخرين وتكرار الاساءة ممن تشك في انهم سيقدمون على التسبب بالاذى او الضرر لك وتحسن الظن بهم ولكن تكتشف ان اساس الشك الايجابي وحسن الظن كانا مقلوبين لان شقيق الامس عدو اليوم وصديقك المتقلب ما بين الصداقه والعداوه مثل المتقلب بين الثلج والنار في ساعة تشعر ان مشاعر حبه لك تملأ الدنيا ويكاد يضمك بين رموشه التي يكاد الحنان يقفز من عيونه ليحتضنك وبعد ايام او اسابيع تشعر بكراهية وحقد العالم مختصر في نظراته
وكل هذا ليس بسببك بل بسبب حالة نفسيه مزمنه متراكمه متراكبه يعاني منها ترجع لعقد او عقدين من الزمن بسبب تكرار التحريض والتشويه والتأليب ممن هم حوله ويكنون لك العداء ولا يكفي ان تكون نقي السريره وضميرك شفاف ومنصفا واخلاقك مثاليه ولا تحشر نفسك في خصوصيات وشؤون الاخرين حتى تسلم من الاذى وعند تكرار تعرضك للاذى اكثر من مرة من كهنة بلا معابد يجتمعون للاجهاز عليك شخصيا وعمليا لانهم لا يتمنون لك الخير ولا يريدون لك العيش بسلام ولا الشعور بالاطمئنان ولا تهنأ بحياة مستقره الامر الذي يدفعك لعدم الظن بحسن النوايا
والشك بأن ضحكة الطفل لامه لكي ينال الرضاعه وبكاءه استجداء لعطفها لكي تحضنه او تنظف جسده المتسخ وهي مصلحه ولهذا من الطبيعي ان تتوقع مرارة الحنظل في قرص العسل وتنعدم ثقتك بكل من تصادفهم في طريقك لانك تنظر الى النحل وتشك بأنه يجمع الحنظل في خلاياه وليس العسل لان تكرار طعم المرارة على لسانك دفعك الى الشك بأن ما في قرص العسل هو حنظل او علقم وتشك في انه حلو وعسل لان اكثرية من مروا بحياتك هم دبابير وعقارب وافاعي وثعالب وذئاب ولكن تحت قناع بشر وليسو روح ذئب في جسد بشري لان الاصل هو الذئب او الثعلب
والشكل البشري مجرد قناع مزيف للخداع وظهور الاسنان من بين الشفاه هي اسلوب الثعلب في اشعار الضحية بالامان حتى لاتهرب ويتمكن من افتراسها دون مطاردة وتعب وهذه هي فصول من حياة الكثيرين منا من كثرة الصدمات فقدوا الثقه حتى في براءة الاطفال لتفسر على انها مصلحة انانيه ومؤامره على الام لاستجداء التعاطف واستجرار الخدمة المجانيه في نظره والمكلفه ماديا ومعنويا لانها سنوات عمرها تضيع في تربيته وتنشئته كما تنساب ذرات الرمل من بين الاصابع دون ان تشعر باليأس او الملل وتضحي بعمرها عن طيب خاطر و يقابلها البعض ان لم يكن الاغلبيه بالعقوق والتنكر والاهمال
عندما تدور عجلة الزمن وتغدو الام بحاجة للمساعده فلا تنفع كل الابتسامات لكسب ود ابن عاق لانه محسوب زورا على الانسانيه ومع الاسف هذا واقعنا بطعم العلقم ومرارة الحنظل ولا زلنا نتفاخر باننا بشر مع ان المخلوقات التي نقارن انفسنا بها عاجزة عن التعبير عن اعتراضها على تشبيه انفسنا وبعضنا بها لانها لن تهبط الى مستوانا في افعالها