الناس اجناس بمختلف الالوان والاشكال والاصناف من الحامض الى الحلو والمر وهناك من يبني له علاقة طيبه في كل بلد و يحتفظ بصديق او اصدقاء ويترك انعكاسا ايجابيا كرائحة المسك والعنبر وخشب الصندل في كل مكان يدخله و اثرا طيبا في نفس كل من يتعامل معهم
ومنهم العكس الذي يدمر علاقة قائمه او حتى العلاقات الطبيعيه بحكم الدم الذي يتعامل البعض معه مثل دواء السعال فكله لون احمر قاني والامر يعود لعنصرين اساسيين الانانية البغيضه والحسابات الغبيه التي تعتبر نفسها اذكى من الاخرين وهذه الفئة متذاكيه وتصطدم مرة تلو الاخرى بجدار غباءها او تغرق برمال متحركه تهرع اليها طمعا في مكسب موهوم ليتحول الى خسارة محققه فعليا بسبب الطمع الفائض عن الحد المعقول والمقبول منطقيا
ولا يوجد منا من لا يحب ان يكون جيبه ممتلئا ومحفظته منتفخه ولكن ليس على حساب الاخرين بالسرقة والنهب والابتزاز والاستغلال وليس من التقتير تحت بند التوفير فحرمان الاهل والعائله المسؤول عنهم الانسان امام الله وضميره من عيش حياة كريمه لانه يرحب بالمال عند دخوله ويفتح امامه كل الابواب المغلقه ولكن عند ضرورة اخراجه يضع امامه مئات العوائق والحواجز لانه يتعامل مع جيبه كانها قلعة حصينة للمال الذي يجب ان لا يجد طريقا للخروج ويجب ان يتوالد داخلها وليس مسموحا ان يتقلص
وقد قال احد الاشخاص المشهورين بالتقتير الدرهم مجنون ويفترض ان يقوم احد بتكبيله واذا كانت هذه نظرة البعض للمال الذي ينظرون اليه على انه غاية وليس وسيله ولا يتوقفون عن التفكير والعمل بكل طاقتهم لجمع المال وخنقه حلالا كان ام حراما و بمعزل عن المصدر والاسلوب الغير مهم في نظرهم الاهم هو ان تسمن ثرواتهم واملاكهم وهؤلاء يمارسون مهنة المطففين تلقائيا حيث اذا كنت مدينا لهم تضاعفت ديونك واذا كان لك حق في ذمتهم انكمش وتقلص وربما اختفى وتحول الى ذكرى لان اليأٍس الذي يلقي بظلاله عند فقدان الامل من استعادة حقوقك يزداد مع تنكرهم الذي يزداد سخونة و يتحول الى وقاحة عند مطالبتهم اياك بحقوقهم المسمنه او عند طلبك استعادة حقوقك المنكمشة مع مرور الزمن الى درجة الانقراض
ومن يحب المال يذوب فيه عشقا وغراما لانه حفيد كنوز سليمان وابن عمة اموال قارون وابن خالة خزائن فرعون ولكنه ان تحول الى غاية او اداة للظلم كان مثل نار تحرق صاحبها في النهاية لان الغرور بحد ذاته مقتل صاحبه والسؤال لماذا الركض وراء المال بشراهه اذا لم يركض خلفنا الى القبور بل يرتمي في احضان غيرنا ولا يكترث بنا ومن نظر اليه على انه وسيله عاش مرتاحا ومن تعامل معه على انه الحبيب والمعشوق الاول والاخير خسر حياته لانه لم يعشها بل قضاها راكضا لجمع المال واعمى حب المال عيون عقله ومنافذ بصيرته فيوارى بالتراب وهو لا زال يحلم بجمع المزيد من المال الذي يختفي بطرق سوداء بعد مماته وهي مقابله لطرق جمعه الاولى صعود وتعب في جمعه والثانية انهيار اخلاق الورثه وكلاهما اسود بامتياز مثل القطران