لعلَّ أكثر نتائج الأحداث الأخيرة كارثية ...
هو ذاك الصدع الشاقولي والأفقي الذي اصاب النسيج الاجتماعي والتركيبة الطائفية
في المجتمع السوري ..
الأمر الذي بات بحق هاجساً يؤرق الغيارى على ما
تبقى من الوطن ...
لم يعد مفيداً أن نرى صلوات مشتركة تجمع
الأطياف الدينية ..
ولا أن نلمح مسلماً يحمل صليبه في أروقة دمشق القديمة ...
ولا أن يخرج أبانا يوم الجمعة ليردد على مسامعنا آيات من القرآن الكريم ...
ولا... أن يكرر السيد صلاته وسلامه على محمد وآله ومن ثم على أصحابه ...
لأن هذه الصور الفولكلورية لم تتعدى كونها مخدراً لجرح قد نزف
ولكنها لن تكون حالياً أكثر من مزايدات علنية
على واقع أليم ...
هذا الواقع المرير يفرض على كل مفاصل المجتمع ومكوناته ورغم نزيف الجرحى وأنين
الثكلى
وصريخ اليتامى والأيامى ... أن تخلع ثوب
الاقوال وترتدي ثوب الأفعال المرتكزة على إرثها الفكري والديني ...
فلا محمد صلّى الله عليه وسلم كان في قومه
مجرماً سفاحاً ...
ولا عيسى عليه السلام ممن آذوه منتتقماً فتّاكاً ...
ولا عليّاً كرم الله وجهه كان مع من اختلف معه قاتلاً جبّاراً ...
إنهم بحقّ نوركم فاستضيئوا بهم في ظلمة ليلكم ...
ودمتم ..................