بيان علماء السنة و أهل الكرامات في مدينة دمشق و ما حولها

 بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا و حبيبنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم أما بعد :

لما كان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله الطيبين الطاهرين هو قدوتنا تنفيذاً لقوله تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا)) و قوله تعالى (( قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين)) و قوله تعالى (( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و اتقوا الله إن الله شديد العقاب)) فقد أجمعنا نحن علماء السنة و أهل الكرامات في مدينة دمشق و ما حولها على بيان الحكم الشرعي لما يحدث في القطر العربي السوري على الشكل التالي :

o     بسم الله الرحمن الرحيم (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) لذلك إخواني واجب على كل مسلم و غير مسلم البدء بإصلاح نفسه أولاً حتى يغير الله سبحانه و تعالى حالنا جميعاً و يزيح عنا هذه الغمة التي غطت سماء هذه البلد ,و لما كان رئيس الجمهورية العربية السورية هو ولي الأمر شرعاً و قد قال حبيبنا المصطفى (ص) (( ألا كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته)) و لما أمرنا الله سبحانه و تعالى بإطاعة ولي الأمر بقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)) وجب علينا تذكيره بالفساد المستشري في هذا البلد من أعلى المناصب في الدولة و حتى أصغرها لذا نحن نطالب السيد رئيس الجمهورية بالإسراع في عملية مكافحة هذا الفساد .

o     نظراً لوجود أناس يستغلون دين الإسلام لأهداف سياسية و يفسرون آيات الله المباركة بما يخدم أهدافهم الغير أخلاقية و التي تخالف الشريعة الإسلامية وجب علينا توضيح ما يحدث و إلا كنا كالساكتين عن الحق و قد قال حبيبنا (ص) ((الساكت عن الحق شيطان أخرس)) ,,,, إخواني حوادث اغتصاب و سرقة و قتل و تفجير تحدث باسم الإسلام و الإسلام منها بريء فهل نسينا قدوتنا و حبيبنا (ص) لما كان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يخرج للغزو ضد الكافرين دفاعاً عن دين الإسلام كان يوصي أن ((لا تقطعوا شجرة و لا تقتلوا طفلاً أو امرأة أو شيخاً كبيراً)) فكيف من يفجر نفسه فيقتل أناس أبرياء و أطفال و طلاب مدارس ,إخواني حكمه هنا كحكم المنتحر و القاتل معاً و في الدرك الأسفل من النار ,و لتعلموا يا إخواني أن القتل محرم في كل الأديان و أستشهد بقول سيدنا و حبيبنا و قدوتنا محمد (ص) ((لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله سبحانه و تعالى من أن تراق قطرة من دم مسلم)) و أستشهد بقول الله عز و جل (( و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق)) هذه الآية الشريفة إخواني تبين أن القتل كالشرك بالله إلا القتل بالحق فكيف يكون القتل بالحق و ماهي شروطه ...

إخواني يستباح قتل النفس في الإسلام في ثلاثة حالات لا رابع لها و هي :

1.   القتل في القصاص العادل (حكم الإعدام في القضاء)

و يكون بأمر شرعي من القاضي المخول بالحكم حصراً و يحرم شرعاً الأخذ بالثأر فلا بد لأهل القتيل من اللجوء إلى القضاء و إن لم يحكم له القضاء بالعدل فليحتسب عند الله سبحانه و تعالى و ليتذكر قول الله عز و جل (( و أن تعفو أقرب للتقوى)) و قوله سبحانه (( و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين)) .

2.   القتل دفاعاً عن النفس

و للدفاع عن النفس شرطان و يجب أن يتحقق كلا الشرطين مجتمعين و هما أن يكون المدافع على وجه حق لم يخالف أي حكم من أحكام دين الإسلام و أن يكون المهاجم مخالفاً لأحكام دين الإسلام و يقصد القتل جهاراً و ليس الضرب أو السب أو الاعتقال .

3.   القتل في الجهاد في سبيل الله

لا يحل القتل في الجهاد إلا ضد بني إسرائيل حصراً فقد قال عز و جل (( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)) و لا يحل لمسلم أن يقتل كافراً لأن الله سبحانه و تعالى قد خيرنا ما بين الإيمان و الكفر و بين لنا الثواب و العقاب قد فقال عز وجل(( و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها)) فالكافر يا أخي لا يقتل إنما يحاسبه الله عز و جل يوم الحساب فحتى و إن قتلت كافراً فجهادك باطل و أصبح قتلاً و العياذ بالله.

لذلك إخواني فالموضع الوحيد الذي أبيح فيه القتل في الجهاد هو الجهاد ضد بني إسرائيل لاسترجاع المسجد الأقصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين.

o     أخيراً إخواني لا تنسوا ((إن الله لا ينظر إلى صوركم إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم)) (( و اعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه)) فطهر قلبك أخي المسلم و افهم دينك فهماً صحيحاً و تقرب إلى الله سبحانه و تعالى بما يحب و ابتعد عما يكره و لا تسمح للمضللين ممن يدعون العلم بالدين أن يبعدوك عن طريق الصواب بالاستعانة بآيات نزلت في موضع غير الذي يقصدونه … فيجب أن تبحث عن تفسير الآية الصحيح و أسباب نزولها و في أي حادثة نزلت و هذا واجب عليك أخي المسلم تنفيذاً لقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)) حتى و إن أتاك الحديث من شيخ يظهر عليه التقى و الورع لأنك أخي المسلم لن تستطيع أن تشق على قلبه لتعلم ما فيه هل هو إيمان أم فسق فالأولى أن تتبين من صدق تفسيره لهذه الآية وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه .

و صلى الله و سلم على سيدنا و حبيبنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و توكلنا على الله و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.