news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .......بقلم : طالب وطن

كلمات نرددها مرارا وتكرار ، أو نكتفي بتعليق نصفها الاول على جدران منازلنا ، أو في صدر متاجرنا ، ولا ندرك فحواها ، فلسنا نعلم إلى ما لنا ، ولا نسعى للقيام بما علينا ، ولكن ماذا عساي أقول سوى أن النعم لا تدرك إلى بزوالها .....


إن الشكر والحمد لا يكون فقط بذكر تراتيل أو ترديد كلمات كالببغاوات ، وإنما الشكر يكون بإحسان استخدام من وهبت أو ما قدم لك ، والاعتناء به حق عناية ؛ فلعلك تتفكر يا صديقي إن قمت بإهداء شخص هدية أيا كانت ، أنك لن تكن سعيدا ومسرورا أو راض عنه ، إن لم يستخدمها في الغرض الذي خلقت له ، ولم يعتني بها كما يجب .. 

 

وعلى سبيل المثال المستمد من الواقع ان الله قد وهبنا عقولا لتمييز الخطأ من الصواب ، فإن أغفلناها لاتباع الأهواء ، لا غرابة أن نرى ما نرى ، وأن نعيش شريعة الغاب . إننا في هذا البلد العزيز ، كنا نعيش حياة حرة كريمة ، شاء من شاء ، وأبى من أبى . وإذا أغفلنا الذكر أننا لم نعتني به حق عناية ، ولم ندرك معنى نعمة الأمان ، ولم نعي ما مع معنى الاستقلال ، ولم نحمد للاكتفاء بالغذاء والماء .

 

 فلن أغفل الذكر على أننا حين كنا في اكتفاء من كل تلك النعم ، لم نفكر بتأمينها لغيرنا ؛ فلم نفكر باسترجاع أرض من لا أرض له ، ولم نسعى لإطعام من لا زاد له ، ولم نسهر على إيواء من لا كفيل له . بل وللأسف كنا نتحسّر على ما ليس لنا ، ونحسد الغني على ما له ، ولم نكتفي بل شتمنا واقعنا وسخرنا منه ، وندبنا لحالنا وما عليه ، وادعينا الذلة والمسكنة ، وعظمنا صغائر مصائب ما ابتلينا به ، فهاهي قد أطلت كبارها ، وأتى غضب الله ، لعلّه يعتبر من يعتبر ، أو يستيقظ من يستيقظ ...

 

 إن أخطاء الماضي قد كوّنت هذا الحاضر البائس ، وأخطاء كل يوم ستبني المستقبل الواعد ، فإن كانت أخطاء الماضي هي السكوت على الفساد ، وتملق اللص إن علا وساد ، فلن يكون الحل بالصراخ في الشوارع كالدواب ، ولن يصلح الفساد بالفساد ، وأجزم أن الحرية أو ما يدعى بالديمقراطية لن تحققها الفوضى والخراب ، ولن يجلب الغنى والحقوق ثورة يلعنها كل فقير ومستضعف في هذه البلاد....

2012-07-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)