لا نجادل ولا يساورنا الشك بالديمقراطية الغربية داخل بلدانها, ونحترم كل الانجازات التي حققها الغرب للإنسانية.
غير أن موضوع تعاملها مع القضايا الخارجية وخاصة شؤون بلدان الشرق الأوسط فهي أكثر دكتاتورية من العرب أنفسهم, على عكس البلدان العربية تماما, حيث الديمقراطية في الداخل (أي داخل حدود الوطن العربي) شبه غائبة وديمقراطيتها بلاحدود مع الخارج, تكاد, بل هي أكثر ديمقراطية من الغرب. ونورد بعض الأمثلة , خلال الحرب العالمية الأولى سقط أكثر من عشرة ملايين شخص وأودت الحرب العالمية الثانية بحياة أكثر من خمسين مليون إنسان. وإذا ما تطرقنا للحديث عن جرائم الغرب والعثمانيين بحق الوطن العربي وأبنائه نكتشف مدى غدرهم وكذبهم والسياسة التدميرية التي مارسوها بحق العرب والمسلمين من مراسلات حسين مكماهون بين عامي 1915-1916
ففي الوقت التي كانت تتم هذه المراسلات كانت بريطانيا تتفاوض سرا مع فرنسا لتقسيم بلاد الشام والعراق مع فرنسا والتي تجلت الاتفاقيات السرية بسايكس بيكو, وعد بلفور والتي تم الكشف عنها 1917, ووقوفهم ضد الحكومة العربية الأولى في دمشق 1918, إنذار غورو 1920 وماترتب عليه من معركة ميسلون, سلخ لواء الاسكندرون من الوطن الأم سوريا وإعطائه لتركيا بموجب اتفاقية أنقرة 2 عام 1939, حرب 1948, 1956 العدوان الثلاثي ضد مصر, 1967, اجتياح جنوب لبنان 1978- 1983, صبرا وشاتيلا, تدبير وتحريض العراق لغزو الكويت 1990, قصف العراق 1998, تدمير أفغانستان 2001, وغزو العراق 2003, حرب لبنان 2006,اجتياح غزة 2008 وآخرها مؤامراتهم في التدبير للربيع العربي.
وعليه أقول: إن أزمة الديمقراطية ليست محصورة في الوطن العربي فحسب, بل تتجاوز حدوده الجغرافية وتتخطاها ومسألة ترسيخ ونشر الديمقراطية يجب أن تكون على المستوى العالمي وليس على الصعيد العربي فقط.