news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
أوباما يعمل على تحويل فيلم سيريانا إلى واقع...بقلم : Fater YOUSSEF

بقلم بيبّي أيسكوبار ـ آسيا تايمز (هونغ كونغ)مترجم من الإنجليزية:


كان لابدّ من مضي الوقت المناسب قبل أن يسمح لوكالة رويترز بعرض تقارير تشير إلى التعليمات السرية من رئيس الولايات سيريانا هو عنوان لفيلم مستخلص من  كتاب  لروبرت باير. يناقش الكتاب الصناعة النفطية  والسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. 

 

وفقا للكتاب،  سيريانا، هو عبارة عن  الاسم الرمزي الذي قدمته واشنطن لعرض مشروع إعادة تشكيل  منطقة الشرق الأوسط المتّحدة الأمريكية و التي يفوّض و يتيح من خلالها لوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية  الـ CIA بتقديم الدعم الكبير و الواسع للمتمرّدين و الجماعات المسلّحة المقاتلة لإسقاط النظام في سورية.

في الواقع، حتى الصيادين في جزر فيدجي يعلمون هذا السر (ناهيك عن أن الجميع في أميريكا اللاتينية يعرف شيئاً أو أكثرعن ممارسات وكالة الاستخبارات  الأميركية المركزية لتغيير الأنظمة). تقدّم رويترز و تتشر هذا الدّعم بحذر و كأنه  دعم "محدود".

 

وهذا مايشار إليه من خلال لغة المصطلحات بـ "القيادة من وراء الكواليس " كلّما أرادت  وكالة الاستخبارات المركزية أن تنظّم تسريبا لأّيّة معلومة، تقوم بذلك من خلال كاتب متخصّص  مثل ديفيد إغناتيوس في واشنطن بوست. كما تمّ بالفعل في 18 تمّوز الماضي عندما قدم ديفيد خلال مؤتمره الصحفي "أنّ وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية تعمل مع المعارضة السورية  منذ عدة أسابيع. الكثير من عملاء أجهزة الاستخبارات السرّية الاسرائيلية  يعملون أيضاً على طول الحدود السورية و لو بشكل سرّي...

 

بما يتعلّق بالعمل السرّي للموساد، حال تل أبيب هو القول بإمكانية إسرائيل السيطرة على السّحب الوهابية المتطرّفة و الجهاديّين السّلفيّين التى  تتغلغل و تنتشر حالياّ في سورية . على الرّغم من أنّ هذا الكلام هو عبارة عن هراء واضح، إلّا أنّ هناك شيئاً واضحا جدّا و هو مغازلة اسرائيل  للإسلاميين من نمط القاعدة.     

 

  هذا يعني أن ما يسمّى ب"الجيش السوري الحرّ " ليس حرا تمام فهو مليء بالمتشددين من  الإخوان المسلمين و مخترق من قبل  الجهاديين السلفيين ممّن يعمل بموجب أجندة ليست فقط مرتهنة  لأولئك الذين يمولوهم و يعملون على تسليحهم " نظام الحكم في السعودية وقطر" ولكن أيضا بـ تل أبيب  مع واشنطن و كذلك من كلابهم في كلّ من لندن و باريس. إذا بالنتيجة هذه ليست حربا بالوكالة – و إنّما مجموعة من الحروب بالوكالة متحدة المركز...


 

مثلّث الموت  

 

 إنّ الهدف الأساسي لتل أبيب واضح تماما و هو تشكيل حكومة سورية ضعيفة و جيش منهار و غارق في الفوضى، الكراهية الطائفية المنتشرة في كل مكان، سائرةً بلا مقاومة باتجاه البلقنة.

لا يتمثّل الهدف الأساسي و النهائي إلى لبننة سورية و إنما إلى صوملتها و صوملة محيطها...

و لكن يبقى هدف تركيا خافيا بشكل غير مصدّق، و ذلك خارج تمنيات أنقرة الظاهرة بسوريا ما بعد الأسد و قد أصبحت نسخة ميسّرة و حضارية لحكم حزب العدالة و التنمية في أنقرة (و هذا ما لن يحدث أبداً)...

 

وكما ذكرت  ATOL و ذلك منذ عدة أشهر الآن، بأنّ منظمة حلف شمال الأطلسي تمتلك منذ فترة مركزاً للقيادة في الاسكندرون في مقاطعة هاتاي. علمت رويترز مؤخرا بوجود قاعدة جديدة "سرية" ما بين تركيا، السعودية و قطر في أضنة، على بعد 100 كيلومتر من الحدود السوريّة.

من الجدير بالذكر بأن أضنة تستضيف قاعدة حلف الشمال الأطلسي العملاقة" أنجرليك". 

 افاد مصدر محلي لـ "أتول"   بوجود حركة  مكثفة للبضائع في قاعدة انجرليك على مدى الأسابيع الماضية  , إنّ نائب الوزير السعودي للشؤون الخارجية عبد العزيز بن عبد الله آل سعود هو من طلب بشكل شخصي إنشاء هذه القاعدة على النحو الذي يرضي أنقرة.

أنقرة،الرياض والدّوحة تشكّل ما يسمى بـ مثلث الموت. ولكن حتى و إن كانت السياسة و الخطاب السياسي الرسمي المتبع في قطر متمثل "بالإدارة من وراء الكواليس".

 

 تركيا هي من تقوم بالعمل العسكري الكبير،  وكالة المخابرات المركزية "لم تشارك "، وقطر تكتفي بالتقاط الصور و إظهارها بمظهر أي سائح بريء  (في حين  تقوم بإدارة العمليات من خلال الاستخبارات العسكرية). أولئك الذين يقومون بالعمل الثقيل "عبارة عن وسطاء" غير محدّدين.

 

 أوباما لم يصرح باستخدام طائرات بدون طيار الهجومية - ليس بعد - وكالة المخابرات المركزية ربما لاتقوم بتزويد المتمرّدين بالاسلحة، "باعتبارها من مهام مثلّث  الموت" و يعتبر تدفق قاذفات صواريخ آر بي روسية الصنع و التي تمّ شراؤها من الأسواق السوداء مسؤولة عن التقدّم الأخير" للمتمردين " إلى دمشق وحلب. من الآن فصاعدا علينا  أن نتوقّع تدفقا للصواريخ أرض- جو والمضادة للدبابات لـ "الجيش " السوري الحرّ" و التي لن يتم تسليمها إلّا عن طريق تركيا.

 

 لايبدو على أن كلّاً من السعودية و قطر سجناء. لا يبدو أنّ أحداً في واشنطن يظهر رغبة بالنظر إلى الوراء إلى أفغانستان ما بعد الجهاد قبل اتخاذ القرارات. من ناحية أخرى يبدو أنّ الحالة في سرية ما هي إلّا استنساخ للحالة الجهادية الأفغانستانية و ذلك خلال ثمانينات القرن الماضي مع تغيير  في الأدوار فقط فها هي السعودية و قطر تلعبان دور باكستان، و" الجيش السوري و الحر" يلعب دور المجاهدين أو المقاتلين في سبيل الحريّة،  أوباما يلعب دور رونالد ريغن. المقطع الوحيد الذي ينقص هذه التراجيديا هو مذكّرة إشعار يوافق من خلالها الشيخ أوباما على تسليح المتمرّدين و يقوم بتفعيل أسراب الطائرات بدون طيار.

 

هذه هي الوصفة الحالية للنجاح الكبير و المصادق عليها من قبل هوليود لعام 2013.

 

من جانبها، الرياض تجبر  ملك البلاي ستيشين الأردني  لخلق منطقة عازلة في اراضيها لمئات العصابات التي تنضوي تحت مسمّى "الجيش السوري الحر"  كما نشر من قبل صحيفة القدس العربي المموّلة من السعودية.

 خمّنوا من هو الرّجل التابع و الذي أجبر على الاتفاق؟ ليس إلّا رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان الذي ربّما  (أو لا) قتل في عملية تفجير قبل أسبوعين (انظر أين هو الأمير بندر؟، آسيا تايمز أون لاين، 2 آب ، 2012).

 

آلة الموت تحصد الأرواح و تستمرّ في حصادها حتى اليوم،  إلى أي وقت يجب على آلة الموت الاستمرار بحصد الأرواح؟. ردّ فعل عكسي و استدارة لآلة الموت قد بدأت.

سوف تعاني حلب من حصار لفترات طويلة. "القاعدة السرية" المشتركة ما بين الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي في تركيا تقدم أكثر من الأسلحة المتاحة لإعطاء قوة لمزيج من الشباب المتشددين من السنة السوريين شبه الأميين، والفارين الطائفيين  المولعين بالقتل، كل أنواع المجرمين المتعدّدي الجنسيات و الجهاديين السلفيين. لمعرفة ما يجب معرفته عن "الجيش السوري والحر" و معرفة أيّ نوع من الديمقراطية التي يريدونها، عليكم بمشاهدة الفيديو عمّا يسمونه بالقصاص من عائلة البري و غيره الكثير و الكثير من الفيديوهات...

الوهابيين السعوديين يريدون  سورية إسلامية متطرّفة- مع المسيحيين مع وجود العلويين والدروز والأكراد كمواطنين من الدرجة الثالثة. القطريون يريدون محمية يحكمها الاخوان المسلمون.

 

لابدّ أنّ القائمين على السياسة الخارجية لإدارة أوباما يعتمدون مبدأ التجريب (السيئ). شنّوا حربا مفتوحة، ليس فقط ضد ايران ولكن ضد الشيعة في كل مكان، وكيف يمكن أن نراهن على الصوملة في سوريا لصالح التعصب الوهابي؟

 

آلة الموت تضحك على ذلك،  و تنتظر المزيد من الضحايا لحصادها ...


 

 

2012-08-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد