news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ثقافة اليوم بين الاختلاف وسقوط الأقنعة...بقلم : تمّام كحيل

 إن التحول السريع للثقافة في عصرنا ترك أثراً عميقاً في المجتمعات البشرية، وأحدث تغييرات في مختلف مجالات العقائد والآراء لجميع الطبقات. والتحول الثقافي غيّر كيفية تفكير الناس في الكثير من القضايا الدينية والعلمية والأخلاقية والاجتماعية والتعليمية والتربوية، والقضايا النظرية والعملية الأخرى. ونتيجة لذلك ظهر اختلاف في وجهات النظر، وتناقض في التفكير لدى الكثير من الشبان والكبار في العائلات والمجتمعات. 


يقول الدكتور هاريس تطرح الحياة خارج محيط المنزل والمدرسة (أي في صالات السينما والمحافل، ومواضيع الكتب والمجلات والتلفزيون) أمام الشباب مواضيع ليس لها ذكر في البيت والمدرسة والمراكز الدينية، أو هي مواضيع مخالفة لمواضيع هذه الأماكن، ولذا فإن الشباب، الذين لم ينضجوا عقلياً بموازاة النمو الجسمي، يصابون بالضياع ولا يستطيعون إيجاد انسجام بين أحاسيسهم وحقائق المجتمع.


لقد أُصيب إنسان اليوم، نتيجة التحول الثقافي، باضطراب نفسي وتناقض فكري، لدرجة أن البعض قد تعرض لأمراض نفسية. إن ثقافة اليوم ألحقت أضراراً بالمبادئ الإيمانية والأخلاقية، التي هي نقطة ارتكاز النفس، والمقر الأساسي لهدوء الضمير، وسلبت راحة الفكر من الناس. إن الكثير من الأشخاص تأثروا تأثراً كبيراً بالمواضيع المتناقضة للثقافة الجديدة، لدرجة أنهم أخذوا ينظرون إلى جميع القضايا الدينية والعلمية والأخلاقية الأساسية نظرة شك وتردد فيها الكثير من سوء الظن أدت بهم إلى الضياع والحيرة وجعلت في داخلهم صراعاً دائماً مع النفس في اتخاذ أي قرار، وفي انسجامهم مع الظروف المحيطة.

 

عجز في مواجهة التغيُّرات


إن التغيُّرات السريعة في الثقافات أوجدت أفكاراً جديدة، وقد أدى هذا الوضع الفوضوي بالكثير من الأشخاص إلى الحيرة والضياع، وتعذبت نفوسهم نتيجة عدم استطاعتهم إشباع رغباتهم والانسجام مع المقتضيات الاجتماعية، ولهذا السبب فمن المحتمل أن يصاب مثل هؤلاء الأشخاص بمختلف أنواع الأمراض والعقد النفسية، التي تؤدي بهم إلى الانتحار، أو الانخراط في زمرة المجرمين.


يذكر (بلوك) في كتابهِ (الاختلال الفردي والاجتماعي) أن الأشخاص عندما يواجهون تغييرات اجتماعية عميقة غير متوقعة، ويعجزون عن الانسجام مع هذه التغيُّرات يحتمل أن يسلكوا إحدى خمس طرائق


1 ـ الانسجام مع الآداب والتقاليد الجديدة.
2 ـ إيجاد طريقة أخلاقية خاصة، والسعي لكي يقبل المجتمع ذلك.
3 ـ سلوك الأساليب غير الاجتماعية، كالجريمة والتمرد على النظام الموجود والهجوم عليه.
4 ـ الابتعاد عن المجتمع والابتلاء بالأمراض النفسية المختلفة.
5 ـ سلوك طريق الانتحار، هرباً من الحياة.


يلاحظ أن هناك فوارق بين الناس في كسب العلم واستيعابه، كما تختلف مستوياتهم العلمية، ولهذا السبب تختلف أيضاً وجهات النظر بين الشيوخ والشباب في العائلات. وإن نقاشهم وبحثهم يتناسب والمستوى العلمي والثقافي لكل عائلة، والشيء المثير للتشاؤم في أغلب الحوارات التي تدور بين الشباب المنفتح على العالم الخارجي هو توضيح الواضح، إذ نرى أن هناك العديد من الشباب لا يريد أن يشاهد ما يحدث حولهُ، إما لأنهُ تابع لأيديولوجية لا يستطيع الخروج من الدائرة التي يدور حولها، وإما لأنهُ يرى ويستمتع بما يشاهدهُ. وهنا نقول لهؤلاء الشباب (لنْ نختلف أنهُ لزمنٌ رديء لكن من مآثرهِ أنهُ زمن سقوط الأقنعة).

2012-08-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد