news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
قوارب الهروب تعليق اعجبني واحببت ان يقرأه اكبر عدد من السوريين...بقلم : جوانا

الراحلون من التاريخ .. "بقلم : جو غانم"

 

في بداية ثمانينات القرن الماضي لجأ عدد من المُنشقّين الكوبيين إلى سفارة "البيرو" طلباً للجوء السياسي تمهيداً لنقلهم إلى الغرب .فكان من "فيدل كاسترو" أن فتح باب "الانشقاق" أمام من يريد و أمّن لهم القوارب التي تنقلهم من ميناء "مارييل" الكوبي إلى فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكيّة في ما سُمّي ب"حمْلة القوارب" التي حملت مائة وعشرون ألف كوبي اختارت الحكومة الكوبية نصفهم أو أكثر، والذين اختيروا كانوا جلّهم من الموظفين الفاسدين والسارقين والمدمنين والمساجين السابقين.


و هناك تقليدٌ عُرفت به "حملة القوارب" تلك إذ كان على الراغب بترك بلاده بشكل نهائيّ أنْ يمسح حذاءه من الأرض الكوبية قبل أن يصعد إلى القارب كان ممنوعاً أن تبقى ذرّة تراب واحدة من أرض كوبا عالقة على أحذية الراحلين .لم تكن الولايات المتحدة بحاجة إلى فاسدين جدد أو مدمني مخدرات أو "حراميّة" لكن أمريكا ( بلد الحرية والديمقراطية ) تكره نظام كاسترو وتُصنّفه ديكتاتورياً قمعيّاً و تُرحّب بكل مُنشّق عنه و تُعلنه "بطل" .

 

و قد كانت إذاعاتها على الطرف الآخر مقابل الجزيرة الكوبية منذ أوائل ستّينات القرن ,تُحرّض وعلى مدار الساعة ،أهل كوبا على "الثورة" على نظامهم "الديكتاتوري" أو الانشقاق عنه والمجيء إلى "واحة الحرية" و تقديم المعلومات لحُماة "الديمقراطية" و ناشريها حول العالم في البيت الأبيض .

 

خلال سنوات قليلة شهد "المجتمع الكوبي" في أمريكا أكبر نسبة من حالات الانتحار والإدمان والجريمة حيث أهملتهم الحكومة الأمريكية تماماً ,بعد انتفاء الغرض منهم.وقد كتب "غيلرمو غابريرا أنفانتي" كتاباً أرّخ فيه لحالات الانتحار ( المُهداة إلى كوبا ـ انتحار معارضين ) قال فيه عن لسان أولئك الذين اختاروا نهايتهم بالانتحار لأنهم لم يتمكّنوا من تحقيق أي وعد قطعوه على أنفسهم أو على مناصريهم، ولا تحقّق لهم أيّ وعد قُطِعَ لهم من أولئك الذين شغّلوهم وحرّضوهم أو اشتروهم : ( إنها الطريق الوحيد للرحيل من التاريخ، والميناء الوحيد لدخولنا الأبدية ,الذي يحلّنا من وعدنا ) .

 

لا أدري ما إذا كان رياض حجاب ,قد مسح حذاءه طوعاً , قبل خروجه من بلاده . لكني أعلم أنّ حجاب ومن قبله مناف طلاس ,وغيرهم من جماعة "حمْلة القوارب السورية" الذين اختاروا الذهاب إلى "واحات الديمقراطية" في الخليج إلى حضن أعداء بلادهم وأعداء كل "ثورة" وكلّ نهضة. 

 

لن يدخلوا التاريخ أبداً هم أصغر وأتفَه من أنْ ينتبه لهم التاريخ .لم يفعلوا شيئاً يذكرهم به التاريخ يوم كانوا في بلادهم، ثمّ اختاروا أبشع طريقة للانتحار يوم رُصِدَت أثمانهم على آلةٍ حاسبة على مكتب أمير نفط أو في مكتب استخبارات . يوم ذلّوا أنفسهم لتجّار الحروب والطائفية والفتنة والرجعيّة والانحطاط .الذين لهم أثمان على كلّ الضفاف، راحلون من التاريخ , سلفاً لكنّ سورية التي لا يبيعها فقراؤها، ولا يتنازل عنها جيشها , باقية في أفضل مكان من التاريخ ,و في الحاضر و في المستقبل .إنّ انشقاق كبار الفاسدين والضعفاء والجبناء في سورية مؤشّر عظيم و مفيد جداً، وليس عكس ذلك أبداً، إنّ مشيخة قطر أخذت على عاتقها شراء "زبالة" سورية.

 

و حتى "زبالة" سورية , يدفع فيها الأعداء أثماناً باهظة ,و يمكن لنا أن نُسمّي "حارة قطر" منذ الآن : "مكَبّ نفايات المنطقة" . أمّا من يعتقد أنْ تلك المشيخة المحكومة بأبشع الأنظمة السياسية التي عرفها العالم هي "ملتقى للثوار" فعَليه أنْ يتحسّس عقله أو يتحسّس ثورته
 


 
2012-08-13
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد