news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
طفلي يتلفظ بألفاظ بذيئة كيف أوقف هذه العادة السيئة؟؟...بقلم : ريما الزغير

إنها صدمة عندما يسمع الأهل طفلهم يتلفظ بألفاظ بذيئة، خصوصاً إذا كانت هذه الألفاظ موجهة إليهم أو لمن هو أكبر منه! وهنا يتساءل الأهل حتماً كيف سيوقفون هذه العادة السيئة عند الطفل؟ ويتساءلون أيضاً من أين جاء بهذه الألفاظ؟


هناك أسباب عديدة تجعل الطفل يشتم:


 * عندما يسمع من هو أكبر منه يشتم يحاول أن يقلده، لاسيما أنه يعتبر من أكبر منه قدوة له، وغالباً يقلد ببراءة إذا كان بعمر صغير "أي أنه لا يدرك أن هذه الألفاظ نابية أو أنها ستثير غضب الأهل" فهو يكون مجرد ببغاء يقلد كل ما يسمعه ببراءة.

* إذا كان الطفل يحب شخصية ما على الشاشة فإنه سيقلدها في كل شيء خاصة بالشتائم.

* عندما يستخدم الطفل كلمة سيئة ويحصل على وجوه مندهشة ومتفاجئة من الأكبر سناً حوله، فإنه يكرر نفس التصرف لمجرد جذب الانتباه.
* بعض الأطفال يعتقدون أن الشتائم تعطي شخصية، وبهذا يحاول الطفل أن يشتم خاصة أمامهم ليحصل على قبولهم.

 

* وعن الأسباب الأخرى التي تجعل الطفل يتلفظ ألفاظ نابية في الأسرة يقول الدكتور "أحمد عصام الدبسي" نائب عميد كلية التربية للشؤون العلمية في محافظة الحسكة، والأستاذ المساعد في المناهج وطرائق التدريس في كلية التربية – جامعة دمشق: "الأطفال ينشئون في وسط بيئي خاص بهم مؤلف من الأم والأب والإخوة والأقران، بالإضافة إلى المدرسة التي تكون غالباً من نفس البيئة، أو ذات بيئات مختلطة، وكل ما يتلفظ به الطفل من كلمات هي نتاج حصيلة لغوية التقطها وخزنها عبر السماع لهذه الألفاظ من وسطه المحيط ، الطفل في البداية لا يدرك المعنى الحقيقي لهذه الألفاظ، ولكن عندما يكررها قد يلحظ ابتسامات الدهشة من الكبار دون توضيح مباشر من الأهل إلى أن هذه العبارات مخلة بالأدب الاجتماعي، وهنا نجد الطفل يكررها سعياً وراء الحصول على مثل هذه الابتسامات من قبل الكبار، ولكن بعد حين يفاجئ الطفل أنها عبارات غير مرغوبة دون أن يجد مبرراً لقبولها في البداية ورفضها فيما بعد، ويتفاجئ بالعقوبات التي تطبق عليه من توبيخ أو ضرب من جراء تلفظ نفس العبارات، هذه الحيرة التي تصيب الطفل تجعله يخفي هذه التعابير بينه وبين نفسه، ويستخدمها كلما وجد الفرصة مناسبة للتعبير عن توتره أو رفضه للواقع أو انتقاماً ممن تسببوا له بالألم، وبذكاء حاد يستطيع الطفل أن يستخدم هذه العبارات أمام أقرانه أو إخوته كي يظهر شكل التحدي الجديد الذي لا يحتاج إلى القوة أو العضلات والشجاعة، فهو بذلك يحقق غايته في غيظ الخصم من بعيد واللوذ بالفرار بعيداً عن متناول اليد في العقاب".

 

* كيف يوقف الأهل هذه العادة السيئة وكيف يتعاملون معها؟ يقول د. دبسي: "على الأهل تقع المهمة الأولى والأخيرة، من خلال المتابعة غير المباشرة لأطفالهم والاستماع لحديثهم مع أقرانهم أثناء اللعب وتسجيل المرادفات التي يستخدمها أبنائهم، ومن ثم الاجتماع مع أطفالهم على انفراد لمناقشة كل ما دار من حوار بين طفلهم وأقرانه في وسط نفسي مريح دون إبراز أي شكل من أشكال الغضب أو التعنيف، ومن ثم توضيح المعاني السيئة لهذه الألفاظ وأثرها الاجتماعي والنفسي عليه وعلى الأسرة والآخرين، وتوضيح المعاني البديلة والمرغوبة التي تمتاز بالخلق الحسن اجتماعياً، وكيفية التصرف اللائق في حالات الغضب أو الحنق من الأقران، كما يمكن اعتماد أسلوب الثواب والعقاب المعنوي فيما إذا عاد الطفل لاستخدام هذه الألفاظ أو توقف عن استخدامها، ومن هذه الأساليب الإشادة بالمواقف الإيجابية والسلوكيات التي يقوم بها الطفل أمام الأهل والإخوة، وعدم ذكر الجوانب السلبية في شخصيته كي تتلاشى تدريجياً وبقناعة ذاتية، في حين التجريح والتشهير بالسلوك أو العبارات التي تلفظها تؤدي لنتائج عكسية تماماً، ولابد من الاهتمام بالبنية النفسية للطفل والوقوف على أسباب الغضب التي تسبب له حالة الهيجان والتلفظ بالكلمات النابية والتخفيف من حدوث مثل هذه المواقف التي يفقد فيها السيطرة على جوارحه وانفعالاته" .

 

* هل تعتبر هذه المشكلة السلوكية أصعب إذا كان الطفل أصغر سناً؟

* على العكس تماماً، إن معالجة المشكلة في مراحل مبكرة من عمر الطفل تكون أسهل بكثير، إذ من اليسير إقناعه بالسلوك المرغوب خصوصاً أن الطفل في هذه المرحلة يسعى لإرضاء الكبار ولفت انتباههم كفرد مرغوب ومحبوب، ويتجنب بكل الوسائل إثارة غضبهم وحنقهم عليه، كما أنه يستجيب بسرعة كبيرة للمفاهيم البديلة وينسى المفاهيم السابقة لعدم وجود فرصة زمنية كبيرة لاستخدامها، لكن مع مراحل النمو المختلفة أي بزيادة العمر يصبح الطفل أكثر تمرساً ويستفيد من هذه الألفاظ على المستوى الشخصي أكثر كشكل من أشكال القوة الكاذبة في اللسان السليط ويطور هذه التعابير ويتلفظ بمفردات متنوعة من الشتائم التي يكتسبها من الوسط البيئي الحاضن له ويمكنه أن يتنكر لهذه الألفاظ أمام الكبار ويخفيها تماماً ما يحول دون متابعتها المباشرة من قبل الأهل والمدرسة، وهذا ما يجعل معالجة المشكلة أصعب، لكنها ليست مستحيلة الحل، فالحل دائماً بالحوار البناء والاعتناء بالشخصية السليمة البعيدة عن كل تشويه اجتماعي وأخلاقي.

 

وأخيراً نقول: أن على الأهل عدم تقريع الطفل أو تعنيفه على هذه الأفعال لأنها لم تأتي من فراغ، وليس الأقران أو الأقارب من الأطفال هم السبب الرئيسي في حدوث هذه المشكلة التربوية والنفسية مع طفلكم فقد أثبتت أغلب الدراسات النفسية في هذا المجال أن الأهل هم السبب الرئيسي لاستخدام الطفل الألفاظ النابية بنسبة 85%، ومن هنا علينا الانتباه لكل ما نقوله أو نفعله أمام الطفل قبل أن نعاقبه على ما يقوم به من سلوكيات منافية للإطار الاجتماعي.


 
2012-08-27
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)