مسكت القضبان بشدة ,وتجاعيد عينيها تبللهما الدموع ,وصرخ لسان حالها قائلا: - ليتك لم تفعلها,فلا أنت بطل ولا أنا متباهية بأم المنتحر .. )
هذا ما قالته أم - البوعزيزي – حين صدر الحكم عليها أربعة أشهر منذ حوالي الشهرين وذلك لتطاولها على أحد القضاة والنيل من الحكومة الكريمة ...
ترى أين يصنف البوعزيزي ؟ أقام بدور البطولة ؟ أم أنه كان مجرد منتحر لا أكثر ؟
هل كان حرقه لجسده هو حرق فعلا للعبودية أم أنه حرقٌ لأمه وللأمة جمعاء ؟؟؟
أليس كل الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية تحرم الإنتحار ؟؟ أم أنه مبارك عند بعض مشايخ القرن الواحد والعشرين ؟؟
وما حادثة البوعزيزي سوى حادثة ربما تحصل في العالم يوميا كقضية إنتحار ,ولكن لهذه القصة أمر مقلق حيث بتنا نرى يوميا الآلاف من العرب تتمثل بشخصيته وتحاول نيل شرف البطولة مثله ( كما أوهمتهم بعض مشايخ النفط والمال ) .ترى أحدهم ينتحر مناديا بكلمة الله منه براء وغيره ينادي بالجهاد – الحرية – الكرامة – حور العين - طيب العيش ...
كلام حق أريد به الباطل ..
فهل لك يا سيدي أن تفسر لي كيف لثلة قليلة أن تقنع ألآلاف البشر بالإنتحار وأن يقدموا أنفسهم لكلمات زائفة ومعاني جوفاء ؟؟ أن يقدموا الروح البشرية المكرمة قربان للشيطان ... شيطان أمريكا والموساد الإسرائيلي ...
أرى وكما يرى الكثير من العقلاء أنه وعما قريب وبحكمة القائد بشار الأسد وصبر الشعب السوري العريق ورباطة جأش الجيش العربي السوري بأنه ستوضح الحقائق وتجلى الرؤيا وتظهر زيف الكلمات واللعب بالأديان والعقائد ..
فالباطل مهما عظم يبقى الحق
بجوهره المتين .