أنا انسان أفهم العالم كما أراه لا كما يريدني العوام أن أراه
خليط من مشاعر الغبطة والضياع وتشابك الأفكار انتابتني وانا أمر للمرة الأولى على صفحات مترامية تحت ضوء الشمس بعنوان " أنا رجل حر" للبرازيلي المريب باولو كويلو
هل كنت حرا؟
كان سؤالا يحمل في طياته تهديدا لعمر مضى.
والتصق به على جناح السرعة سؤال اخر...
لكن ما الحرية ؟
أنظر حولي فلا أرى حرية ، أرى عبيدا بأنواع مختلفة، عبيدا للمجتمع للأعراف للتقاليد ، عبيدا لعائلتهم ، عبيدا لزواج لا يستطيعون أمامه التغلب على ساعة المنبه الصباحية والاستيقاظ للعمل ، عبيدا لعلاقة حب لا يستطيعون أمامها لفظ كلمة " لا" أو " انتهت العلاقة".
عن نفسي حاولت أن أكون حراً وذلك أودى بي الى تجربة أشياء أكرهها بشدة وندمت عليها ولن تتكرر مجددا .
ولكن ذلك كان دفاعا عن فكرة أنه من العبودية أن تكره شخصا أو شيئا وأنت لم تخض به أو تتعامل معه!
وكيف لك أن تعلن بغضك لنوع طعام ما وأنت لم تتذوقه حتى !
تداعبني فكرة الحرية منذ الصغر، ولكن كنت عبدا في كثير من المرات وكافحت مرارا وتكرارا لأتحرر من سلطة والدي المالية مثلاً الذي ساعدني كثيرا لأتحرر من هذا القيد ، كافحت - ولكن بفشل - من أجل الفتاة التي أحببت في سن المراهقة وأحبتني هي بالمقابل وهجرتني بعد أن أقنعتها عائلتها بأني بلا مستقبل .
وقد تمسكت بالقدر الذي سيرسل لي حبي الصادق الوحيد الذي سيحرمني من أنواع الذل التي خبرتها.
صارعت حتى أتخلص من تجارب الزواج الثلاث التي خضتها والتي لم أجد حريتي في أي منها ووجدته في علاقة عابرة مررت بها لاحقا.
الحرية تتطابق مع الشجاعة في أغلب الأوقات ، ضمن مجتمعاتنا الشرقية اعتدنا على العبودية لكل شيء كعادتنا لآلاف الأمور البالية دون أدنى فهم أو استيعاب لخلفية هذه العادة.
الحرية لدينا تعني أنك انسان بائس وقد تمكن الشيطان منك وتتساقط عليك أدعية من فئة " هداك الله" وإرشادات من نوعية " ألم تنتهي مراهقتك بعد؟"
صرخة بائع الكتب التي كانت نوعا من الممارسات التسلطية نبهتني إلى ضرورة شراء الكتاب المحمول بيدي منذ خمس عشرة دقيقة مضت .
وكرد فعل "حر " دفعت ثمن الكتاب وتأرجحت على الطرقات المليئة بالمارة الفاقدين لطعم الحرية التي يسمونها سعادة،المهرولين خلف حريتهم كالثيران خلف المصارع و تشعر بعبوديتهم من خلال الحزن الواقع من عيونهم.
ومرت على بشرتي نسمة خريفية باردة مترافقة مع غيمة حجبت عني ضوء الشمس وتهافت إلى مسمعي صوت فيروزي يصدح " أنا بتنفس حرية"