news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
البعث الى اين ...؟...بقلم : اسماعيل القحطاني

لن نبحث في مقالنا هذا  بمبادئ وشعارات وأهداف ومنطلقات الحزب ، ذاك الحزب الذي كان له دور في الحياة السياسية السورية على الأقل ضمن المعطيات الرسمية ، وكان صاحب الكمان الأول وتحت اسمه حكمت سوريا ، البلد العربي الطليعي والذي اضطلع على مدار النصف الثاني من القرن الماضي بدور مميز في الحياة السياسية العربية مع مصر .


لكن بحثنا هو في أساليب الالتفاف على الحزب وأعضائه وتفريغه من محتواه وعسكرته وتحويله إلى أداة تدار كما يرغب قائد الجوقة !!!!

 

ليس سرا على احد من السوريين اطلاقا ان الحزب لم يكن سوى مانشيت عريض من تحته كانت تدار الألاعيب، وباسمه كانت تقترف الخروقات ، ليحول النخبة الحاكمة لمصبغة لغسل ماّثم واقترافات المستفيدين من الانتهازيين ، لان التأثير لم يكن للقيادات الحزبية اطلاقا ، واي ضابط في جهاز الأمن كان من حيث التأثير أهم من كل قيادات  الحزب على كافة مستوياتها لان  الاحهزة هي كانت تملي على القيادات الكوادر وهم من يحضر ويهيئ الملفات لمن سيعينون  في مناصب مختلفة بما فيهم البعثيين ،  وبطبيعة الأمر كانوا  يصوروها على أنها ترشيحات حزبية ، لتكون الإساءة في المحصلة للحزب . لاتهم في واقع الامر ومجريات الأحداث الأخيرة في سوريا ثبتت ذلك ، وغطاءا لممارسات خاطئة ، لان المناصب كانت تعطى على مبدأ الولاء وليس الكفاءة ...!!!

 

منذ بداية الأحداث ، حاولت الصقور الأمنية العسكرية من الإطار المحيط بأصحاب القرار من قمة الهرم  ومعهم بعض القيادات من القاصرين في القيادة القطرية ، وخاصة من أغبياء السياسة ومن ضعيفي الأنفس والضمير وأصحاب المصالح الضيقة  والمكاسب ، حاولوا زج الحزب قي مضمار الأحداث وحاولوا أن يقدموه قربانا في سبيل إنقاذ أنفسهم ، لكن تفاجئوا كثيرا عندما انكفئ البعثيون عن كل هذا ( بأكثريتهم) طبعا ، ولم يدخلوا بزخم في الحراك لقناعة أكيدة مرسخة عند الواعين منهم ، بأنه لا يمكن أن يقف أبناء الوطن الواحد في خنادق معادية لبعض ، بل على العكس أطلقوا صيحات وأصوات العقل والمنطق ، أطلقوها بدعوة الجميع لحوار جاد وصادق ، وللاعتراف بالأخر ومجادلته بالي هي أحسن ، عملا في سبيل إنقاذ الوطن وتركيبته ونسيجه وبنيته والحفاظ على وشائج الوحدة الوطنية التي كانت تجمع أبناءه ، لكن الصقور الجارحة صاحبة المخالب الحادة ، التي تفوح منها رائحة بشعة لم يرق لها هذا ، فهمشت الحزب والعاقلين والحكماء والمناضلين منه ، واعتمدت على شريحة انتهازية متسلقة أتت عبر سنوات حكم الحزب في سبيل ضرب الحزب وتقويض دوره والانقضاض على فكره وبنيته وبعده القومي ، ، مقنعة المتنفذين من أصحاب القرار وللأسف بأنه لا بد من الابتعاد عن كل ما هو قومي ، وضرورة تشكيل حزب جديد ذو طابع جديد على نمط الحزب الوطني حزب مبارك في مصر ..!!

 

حورب كل عاقل وشريف ، وكل مناضل، وحيدوا عن المسار ، وارتقى لسدة القيادة حاقدون مغرضون يحملون نفسا مريضا لهم ولاءات ضيقة ، من أمثال البعض وأكثرهم تجسيدا لهذا النمط القيادي هو عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الإعداد والإعلام والثقافة والعلاقات الخارجية في القطرية والأمين القطري المساعد...لم يأتوا بجديد وضربوا القيم التي كانت سائدة ، أحدثوا فراغا تنظيميا وفكريا ، وخلوا بالنية وبالتوجهات ، فضاع البعثيون ، وابتعد الحزب عن جماهيره ووقعت الهوة والشرخ لتصبح القيادة في واد والشعب في واد أخر ، من هنا أتى ذاك الانكفاء لان المسار الملتزم والأهداف والمبادئ السامية للبعث ضربت وحولت لمؤسسة معسكرة جعلت من أعضاء القيادة جنودا ملزمين لخدمة نخبة ضيقة ، فابتعد العاقلون عن هذه القيادة وسئموا منها ، ولم يبالوا بكل ما قدمته سيما أن كما ذكرنا مسألة الالتزام انعدمت .. بسبب تصرفات القيادة وتوجيهاتها... دلالات ذلك كثيرة منها هو العدد الكبير لأعضاء القيادة  من التنظيم العسكري ، وهذه  أهم مدلول على عسكرة الحزب ، وكذلك وصول أصحاب التنظير الدوغماتي العقيم ، والمتسلطين أصحاب النفسيات الفوقية المريضة لمراكز التنظير ورسم إيديولوجيات وسياسة الحزب ومنهم  ممن ورد ذكره مثل رئيس مكتب الإعداد في القطرية ، وهو احد أصحاب مشروع دفن البعث والسير به نحو طريق الهاوية ، كونه يعتبر نفسه مؤدلج الحزب ...

 

 الحزب اليوم يتمثل فقط  في قيادته المرفهة التي تتمتع بالمكاسب وبعلاقاتها مع الأجهزة ، وتمرير ما تريد منها من كوادر وسياسات فبدلا من أن يكون البعث هو المحرك والدينامو والمؤثر في مسيرة الحوار السياسي ، حولته  تلك القيادة العاجزة  إلى طرف جعلت منه دراكولا وفزاعة وسط الشعب وللأسف .... ومنذ أيام يعود الرفيق العتيد ليطل علينا ويطرح الحوار وسؤالنا له هو ، بعد ماذا ، بعد أن فقدنا كل أمل  واضعنا كل الفرص ..؟  كان من الاحرى ان يبدأ البعث ، وان يقود  الحوار ، ولكن كنا نرى ان القيادة المتكلسة العقيمة التي توخت في فترة وجودها فقط المزايا والمكاسب أصبحت عبارة عن اداة  ليس إلا ، مثلما يطلب منها تنفذ ، وبهذا بدأت مرحلة الموت السريري ، وبدأ  طريق النهاية يدب  بجسم البعث ، نتيجة سياسات المغرضين الانتهازيين ألمحدودي الأفق ، وسؤالنا هو  هل سينتهي البعث يا ترى ؟ أم إلى أين يسير ؟ وما هو مصير من التزم بأهدافه وأفكاره  ومبادئه ؟؟؟ وهل يجوز الكيل بنفس المكيال على أعضائه ؟؟؟

 

اسئلة عديدة تطرح اليوم ، وجوابها غير واضح  لان المستقبل يحمل صورة ضبابية ! وعل ان نجد مكانا للعقل والمنطق والحكمة ! ! !

 

2012-09-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)