أخذت القرار بعد سلسلة من الاستهزاء من "دفتر تلفوناتي الورقي"الذي ينتمي إلى عصر الجاهلية بحسب المتندرين،قررت أن أنتمي إلى عصرهم الإلكتروني وأنقل أرقامي إلى الكمبيوتر لعل البحث يكون أسرع،لكن كيف سأبحث عن أسماء لم يبق منها سوى أرقامها
براء البوشي اسم على مسمى لا تزال صوت ضحكته ونحن في مؤتمر الأردن للتطوير الإعلامي ترن في أذني ..يقول لي هامساً هل سنكون يوما صحفيين نشبه أوبرا، أقول له أتمنى لكن بالمهنية وليس بالشكل ..أعود بعد المؤتمر إلى سوريا ويكمل هو إلى نهر الأردن ..يصور لي كل موقع زاره السيد المسيح ، أراد أن يفرحني حتى لو بصورة ، يعتبر أننا نشبه بعضنا البعض على الأقل في الطموح الإعلامي والرغبة بأن نكون صحفيين ننقل الخبر بأكبر قدر من الحياد
بدأت الأزمة السورية ..تغير براء..وتغيرت معه نظرته تجاهي ..يعتبر أن الحياد خيانة للوطن وقلمي يجب أن يتحول سهما يغرز في قلب النظام.
لم تقنعه حجتي بأن الحياد ليس لأن الوطن لا يهمني بل لأنه لا يهمني إلا الوطن.. وجميع الأصوات الحالية تزعجني .
مات براء... تعددت روايات قتله لكن النتيجة واحدة ..عاملة الاتصالات تقول هذا الرقم بات خارج التغطية.
علي عباس صحفي في سانا رقمه له حيز في دفتري لكن لم يعد له حيز في هذا العالم ..عاقبوه على اسمه تحت اسم الدين .
زينة ـ محمد ـ تريز ـ حسن – وو..وو.. والكثير من المعارضين والخائفين من مستقبل غامض غادروا البلاد ..صفرين قبل رقمهم يخبر أن الوطن لم يعد يتسع إلا للون واحد يفرضه الأقوى "إذا شريعة الغاب احتلت الخريطة السورية"
أرقام كثيرة ارتبطت بذكريات سنين محتها سنة ونصف ..بدى لي أن العصر الحجري الذي أنتمي إليه بسبب دفتر تلفوناتي أفضل من العصر الإلكتروني الذي تنتمي إليه الأزمة.