الخوف: هو شعور طبيعي يصاب به الكائن الحي لحمايته من التهديد والمخاطر ، فيبحث عن الأمان ، إلا أنه أحياناً يتحول إلى حالة مرضية يجب علاجها.
يؤثر الخوف تأثيراً كبيراً على سلوك الفرد وعلى حالته الصحية البدنية والنفسية. فمن أعراض الخوف تسارع دقات القلب ، واصفرار الوجه ، وجحوظ العينين ، وارتجاف الأطراف ، والتلعثم، وارتفاع الضغط ، كما تنعدم لدى الخائف القدرة على الإبداع ، وتقل مقدرته على التركيز ، وتكثر أخطاؤه ، ويصاب بتوتر وقلق وتشتت في الأفكار ، وغير ذلك..
يستجيب الفرد للخوف بشكل انفعالي ؛ لفظي أو حركي ، وتكون قوة الاستجابة حسب قوة العامل المخيف . فقد تكون ردة الفعل استسلاماً أو ارتباكاً أو دفاعاً أو هجوماً أو هروباً ، وذلك بحسب قوة وشدة الدافع الذي أدى إلى الخوف ، وحسب خبرة الخائف وقوته. ومن الأمثلة على بعض حالات الخوف:
رجل يسير ليلاً ، فهاجمه كلب ينبح نباحاً مرعباً ، فما كان من الرجل إلا أن جثا على ركبتيه ونبح بنفس الطريقة التي ينبح بها الكلب ، وأخذ يدافع عن نفسه بما تصل إليه يداه من حجارة.
· وُضِع خروف بمكان واحد مشترك مع ذئب وتم ربطهما بجانب بعضهما بحيث لا يستطيع الذئب الوصول إلى الخروف ، وقُدِّمَ لهما ما يحتاجانه من الطعام والشراب. وبعد أسابيع لوحظ بأن الخروف نقص وزنه بشكل كبير بدلاً من أن يزداد .
. طالب في الامتحان عند استلامه لورقة الأسئلة لم يستطع حتى القراءة السليمة ، وغابت الأجوبة عن ذهنه بشكل كامل رغم بديهيتها وسهولتها بالنسبة له ، وأصيب بحالة شديدة من الارتعاش والارتجاف .
· متقدم للحصول على رخصة قيادة سيارة بعد التدريب والاتقان واجتياز التدريبات باقتدار ، عند الإختبار عجز عن جعل السيارة تنطلق من مكانها ، ثم انطلقت بعد عدة محاولات ، لكن رجليه ارتجفتا بشكل غير طبيعي و ضربتا مقود السيارة بشكل متكرر، وحصل على نتيجة راسب لعدم السيطرة.
· دخل مدير الشركة فجأة إلى أحد المكاتب ، فارتبك الموظف وهو يضع كيس الشاي في فنجانه ، وطار من يده الكيس واستقر بطريقة عجيبة غريبة على نظارة المدير.
· بعض الكُتَّاب يخافون الكتابةَ ، وبعض الناشرين يخافون نشر ما يكتبه البعض. كما أن الخوف يجعل الكثيرين ينافقون ويتملقون ويقولون ما لا يعتقدون.
هذه قطرات من بحر الخوف ، فما بالك بأبناء البلد الواحد الذين أصبح بعضهم يخاف بعضا ؟!
إلا أن من أهم إيجابيات الخوف هو ردع البعض عن تجاوز حدودهم (فمن أمن العقوبة أساء الأدب) .
