news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
صنعة تشويه المحترمين! الذنب الوحيد... أن لا ذنب له ...بقلم : أحمد علي هلال

لتجليات هذه الفكرة الملتبسة، فضاء طليق لا سيما في الأدب بوصفه حقل اختبار الثقافة والمعرفة، ومهاد عمال الكلمة.

وإذا كانت الأمثلة عليها كثيرة بما لا يحصى، فهي أشبه بالإحالة الدائمة لمفارقات تكثّف عماء معرفياً وهذياناً أدبياً يُخشى تعميمه، ومنها ما ينبغي حصره في سياق دال. فمثلاً ما ذنب مبدع في اكتشاف ذاته الشاعرة، ليكتشف معها عوالم ملونة تتصادى فيها نقوش روحه على ماس طفولته، ما ذنبه إن كان أبواه أديبين؟


وما ذنب مبدعة كلما أبدعت نصاً، سارع من سارع إلى تأويل يومياتها وحاجاتها سوى الروحية! وأمثالها كثيرات، ممن يبحث البنيويون المعاصرون، عن صورة رجل ما في مدوناتهن، الصورة المختزلة وليست بأبعادها الإنسانية، بمعنى التلصص وإشباع مخيلة ذكورية جافة.

بطبيعة الحال، يستثني الواقع بضعة تجارب هي أقرب إلى تمارين على الكتابة، وبالقدر نفسه تتواتر أسئلة كبرى حول تأصيل السابق وتأويل اللاحق وتفسير المقلد، فهل تنقصنا الشجاعة الأدبية لنقف على من يمتلكون قدرات توليدية إبداعية؟ بعيداً عن الإسراف في معايرة التناصات والاقتباسات الفائضة عن النصوص، نحتاج إلى شعرية الإنصات للأصوات الجديدة، بلحظتها الدرامية المختلفة. لا يجب دق مسمار أخير في (نعش) النقد لنقول إننا استرحنا، لننتقل أو لنذهب لصنعه (التشويه) التي تبدد ماهيتنا الإنسانية في الخطأ والصواب، لنذهب إلى نسغ الأدب ببصيرة الرؤيا وحواملها الفنية والأخلاقية.

 

هل ذهب مع الريح من يقدرون على تمثيل عواطفنا وأجزاء أرواحنا، أم تراهم كالأوركيد يذهبون، ثم يعودون مع الهواء والشمس وابتسامات الفجر البكر؟!

ذات مرة سألت أحد باعة كتب الطريق، وهو روائي معروف: هل توقفت عن كتابة الرواية؟! أجاب بهدوء وبما يشبه الهمس: (إنني أعيشها فحسب، أليس عيش الرواية كما كتابتها)؟!

 

حاولت أن أستجدي بلاغة ما قاله ذلك الرجل، لعل من مفرداته أننا نعيش رواية مفتوحة، أبطالها طليقون، دون أقنعة الخيال أو تدخل الرواة.

قالوا: سل قلمك في محنتك، هل هو لسان صادق، أم مجرد أداة جامدة؟ والسؤال هو برسم الروح التي تصب قدرة عجيبة في الكلمات والأشياء، وهي من تعود بنا من شيخوخة الجسد ومن أن نكون أسرى الانتظار.

 

.. والسينما أيضاً تتفرج علينا، في انفعالاتنا، وفي ابتساماتنا الميلودرامية. أحدهم  ربما  يعيد سرد فيلم ما لجاره القريب، فيزعج جاره السابع ليطلب منه الصمت أو الخروج فوراً، كان ذلك في زمن ما، كانت فيه السينما حديث الأصدقاء. فويل لمن فاته فيلم لا يتكرر، اليوم يأخذ تعبير (السينما في بيتك) تجلياته الواقعية، نمكث في أمكنتنا الأشد حميمية، ونراقب كثافة عالم تتداخل فيه الألوان ويعلون فيه صخب فوكنري  نسبة لوليام فوكنر صاحب الصخب والعنف، ونهجس بذبابة تطن في الرؤوس، علّ ذبابة أخرى تهشها، كهاجس نتوسل كتابته أو إعلانه، وربما خشيته!

 

اكتب هاجسك وامضِ...

 

جريدة النور السورية

2012-11-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)