بعد يوم من المشقة عدت من عملي في المستشفى إلى
بيتي و تفاصيل الحزن تملىء عيني لأتلقى اتصال من صديقي يسألني فيه : (شلونك؟)
فبررت له حزني و امتعاضي.
فقال : (ما اتعودت؟!!!!!)
فقلت له :
هل يجب عليَّ التعود على دماء الأبرياء المنثورة فوق الجدران , و أشلاء الأطفال
و هي تغزوا شرايني ؟
هل عليَّ أن أصافح شبح الموت و أن أفتح له أبواب مدينتي وأقدم له القرابين
ليرضى ؟
هل من الصواب أن أتعود على
مياه البؤس و هي تطفوا على بلادي ؟
هل أعجن الموت بدموعي و أقدمه خبزاً على مائدة الرب ؟
هل أصور هذا الإنسان المغمور بدمائه لأضع صورته على نافذة الجنة ؟
هل أصنع من جلد الناس معطفاً يلبسه المجرم إن شعر بالبرد ؟
هل أستأصل قلب المقتول ليضخ الحياة في جسد القاتل ؟......
هل هذا هو يا صديقي قانون مدينتنا الجديد ؟
إني إذاً يا صديقي ضد القانون .... و عليَّ الرحيل إلى المنفى ............