هو غيفارا ، ولكنه صنع محلي ، مع الثورة هو ثوري ، ومع الحكومة حكومي ، ومع الأمير أمير ، ومع التاجر تاجر ، ومع الفنان فنان ، ومع المدير مدير ، ومع العسس عسسي ، ومع الطلاب طالب ، ومع الطالبات نزار قباني ، ومع المثقف ( مثقف عتيق ) ومع الفقير فقير ، ومع الغني : يتغنى بما ملكت أجداده من آراضي ، مع العائلة هو جزء منها ، ومع النخبة هو نخبوي ، ومع ابن الأمير : صبيب قهوي ، مع الأطفال طفل ، ومع النساء كازانوفا ، ومع الأجاويد : شيخ ....
وتجلس بينك وبين نفسك لتراجع تاريخه:
يفاجأك مايلي :
ـ هو صنع محلي : نعم ، جاء في الوقت بدل الضائع ، وقبل تطبيق الوقت الذهبي وركلات
الترجيح .
ـ في الثورة : هو ثائر لكنه عندما يستدعي الزمن ، تجده قومي سوري ، ثم شيوعي ، ثم
فاشي ، ثم ابن مضافة ، ثم ليبرالي ، ثم مناضل : له نضالاته الوهمية التي حارب بها
مراوح دون كيشوت .
ـ هو حكومي بامتياز ، يدافع عن الضرائب والطوابع والمسقفات ، ودورات المياه .....
وخطه حلو .
ـ وهو مع الأمير أمير لكنه يحاول أن لا يدخل قبله ،ولكنه بالتأكيد بعده ، لا... وإن
اضطر لعزيمة ما يعزم لعند الأمير فيقول : تفضلوا على العشاء بكره الصبح الساعة 12
الظهر، يوم الأحد بعد صلاة الجمعة .
ـ مع التاجر : شهبندر : لا يتاجر بالأقمشة أو الكونسرة فقط لا ..... بل يتاجر
بالأفكار ، بالناس ، بالثورة ، بالأمير إذا لزم الأمر ، بتاريخ والده ، بسمعة أهله
، بسمعة أخوته ، بسمعة الوطن ، ولكنه غيفارا.
ـ مع الفنان فنان ... وعازف كمان ، ويفهم بالرسم كمان ، تسأله عن التشكيلي فيحكي لك
قصة نضاله أمام اللوحات ، تسأله عن التجريدي فيحكي لك قصته مع خالد بن طوبال ؟
ـ وعندما تقول له : في الصين كل دقيقه يولد شخص واحد ، يرد عليك يلعن أبو التطور
عنا كل تسعة أشهر .
ـ هو الذي عندما يركض بالبيت يصدم أمه ، فتقول له عما يعميك ما شفتني ، فيرد شايفك
بس ما بعرف وين ... وين؟؟ لأنه يكون سكراناً من الثقافة .
ـ هو من يتكلم عن العائلات وكأنه أمين النفوس ، وقد شارك بالحروب من البسوس إلى
قطاع الروس .
ـ هو الذي إذا اجتمع مع أصحابه : وقال أحدهم : شوفوا يا شباب أنا عندي فلووووس وبدي
اشتري أمريكا الشمالية بكبرها ، فيعلق الثاني : وأنا عندي فلووووس بدي اشتري فيها
أمريكا الشمالية والجنوبية فيرد غيفارا ( تبعنا ) : ومين اللي قال اني راح ابيع !!
ـ وهو نفسه إذا رجم إبليس رجمه وهو ملثم وإذا سألوه لماذا ؟ قال لهم : يمكن
احتاجو!!!!
ـ وهو نفسه لما بيحكي تليفون بيلبس جزمة؟؟ منشان ما يخبص بالحكي .
ـ هو الذي إذا رأى نجاح أحدهم وليكن في كتاب ، يدقق في عدد الصفحات وعدد القراءات
ويتهم شمالاً ويميناً ، ويتهم الناجح بأنه ( أي الناجح ) يظن نفسه عارفاً لكل شيء
وإنه يتقرب من الجنس الآخر ، وإنه تربطه علاقة شللية بفلان وفلانة ، وإنه سرق ما
كتب ،وهرّبه من الشام ومن حلب، وإنه ينجح بالشعر لأنه لا يعرف أن يكتب بالسياسة
والأخلاق ، وإنه بلا أخلاق ، فإن كتب ( الناجح ) في السياسة قال له : أكتب شعراً
أحسن لك فالشعر لا يستهلك ، والسياسة نجاسة ، ولا تتدخل في أمور القيادة فذلك أسلم
لك ، ثم يسأله هل معك خمسين ليرة ؟؟
يصل إلى المدرسة : يناقش المدير بالتربية والتعليم ، وهو مع المدرسين في صفوف
المدرسين ، وبغيابهم في غرفة الإدارة ضدهم مع المدير ، ثم يدخل الصف يضرب الطلاب
ويشتم تاريخ الذكور، ويتوعد الجاني منهم بالثبور ، ويربت على كتف الطالبات ، ويكتب
لهن على الأتوغرافات ، ويأخذ المواعيد ، قبل العيد وبعد العيد ،
يعود إلى بيته جذلان ، زوجته تبصر له في الفنجان ، ولا يتدخل إذا حصل نزاع بل يرسل زوجته لتجديد الصراع ، وفي النهاية السارة يعتذر برسالة نيابة عن كل نسوان الحارة ،
ـ حفير ( خلند ) : هو الذي يحفر الأرض ليلاً والكهوف والمغر بحثاً عن قطعة نقدية أو
لقية أثرية ، ثم يدخل مع الليل في نقاش حول أي علامة هي الصح ، وعن ضرورة الحفاظ
على التراث
ـ يضع اسمه في كل جمعية انسانية في قريته : علّه إذا ما وفقه الله يأخذ نصيبه من
المكرمات ، آه وهو صاحب مكرمات وبركات ، ولكنه غيفارا ، ومع سيجارة وينظر إليك
ويقول : شو هالحقارة.
مين بحكي عني هيك ، أنا غيفارا............... أنا غيفارا..........