قد يستغرب القارىء هذه الكلمة ! ولماذا هي عنوان رئيس ؟! لكن هذه الكلمة يستخدمها الكثيرون خاصة من أبناء الشمال ، وتقال لمن اصر على شيء ما حتى لو لم يكن اصراره مبررا ً ، وتعني : كفاك عنــــاد ا ً !!
انجقروا هذه اوجهها الى بعض ممن يعتبرون ذواتهم ثوارا ً وهم دخلاء على ذلك ! فها هي سنتان تمران ، وما يزال الوضع يزداد سوءا ً وحجم ألم ..!
ماذا حقق هؤلاء حتى اليوم ؟ لا شيء ، سوى المزيد من القتل وهدر الدماء والخراب ..! يدعون انهم حرروا سبعين بالمائة من سورية وكأنهم حرروا الجولان او فلسطين ! ولكن سادتهم ومعظم جهادييهم قابعين في فنادق السبع نجوم في قطر وتركيا ، والدولة هي التي تدير كل شبر من الأرض السورية .
ما أسهل ان تقتحم حاجزا ً فيه بضعة عناصر ! ما أسهل ان تسيطر على قرية او منشأة عامة آمنة ؟ ما أسهل ان تخترق أمن نقطة عسكرية ببضعة مئات من المسلحين ؟ ولكن، هل تستطيع ان تبقى مكانك ، وخاصة بعد ان يأتي الجيش اليها ؟ هنا المرجلة والانجاز . وبعد كل ذلك لا نسمع الا بالانسحاب التكتيكي !! ثم ماذا يجني هؤلاء سوى الدمار والقتل وتشريد الآمنين بسبب الفعل وردة الفعل ، ومن ثم المزيد من القتل وهدرالدم !! صحيح أن ثمة مناطق ما يزال القتال فيها مستعرا ً منذ فترة ، وفترة طويلة ، ولكن هل انتصر فيها أحد حتى الآن ؟ ومن سينتصر في النهاية ؟ نعم ، هناك مناطق ما يزال الجيش يحاول استعادة فرض السيطرة عليها ، ولكن ، يقينا ً أن ما يواجهه الجيش السوري تعجز عنه جيوش جرارة ، ومع ذلك سوف ينتصر .
ان هذه الثورة التي يدعون غريبة حقــا ً ! فما عرفنا عبر التاريخ ثورة قتلت شعبها وحرمته رغيف الخبز ونعمة الدفء !! والسبب ان مكونات الجبهة الأخرى هي ثلاثة : الأولى اولئك الذين يعتبرون ان الدولة قصرت في كثير من نواحي الحياة وتركت الفاسدين يفترسون حتى ابسط حقوق الناس دونما رادع من ضمير او قانون قادر ، وهذه نحن معها ، بل وحتى القيادة معها وهذه أيضا ً لم تحمل السلاح بالرغم من الغبن الذي لحق بها ولم تطلب تدخلا ً عسكريا ً أجنبيا ً ! وثانية ، فئة غرر بها تحت مبررات شتى وصل بعضها الى حد اعتبار ابن البلد أشد عداوة من اسرائيل وبدوافع دينية الاسلام منها براء ! وهذه حملت السلاح بدعوى الجهاد ولا مانع لديها من دخول حتى اسرائيل الى بلدها المهم ان تقضي على الحكم بدعوى الجهاد المزعوم أيضا ً !! وثالثة وهي المحرك الأساس لكل هذه الأحداث في سورية وهي الفئة المستوردة من كل أنحاء العالم ، شلة مجرمة قاتلة صنعتها الاجرام والقتل ، ترعاها كل من قطر والسعودية وعامة دول الخليج بالمال الذي لا نهاية له ، وتركيا بالتدريب والسلاح ، وكل ذلك برعاية امريكية غربية والهدف منها التخلص من هذه العصابات التي قد تهدد امن هذه الدول ذات يوم من جهة ومن جهة أخرى تدمير سورية دون ان تهدر اسرائيل دولارا ً واحدا ً او نقطة دم واحدة !!
كيف لي ان اصدق ان هؤلاء يريدون من كل ذلك تحقيق الديموقراطية لوطني وللشعب ؟ما علاقة الأفغاني والشيشاني والتركي والقطري والسعودي وسواهم من زبالة الأرض ، حتى يسعون الى تحقيق الديموقراطية في سورية ، ولو كلفهم ذلك حياتهم ؟ ثم هل من في العالم من يستطيع ان يبرهن لي ان امريكا ودول الغرب لا تدعم هذه الجماعات ، وأن هذه القوى كانت يوما تعمل لصالح العرب والاسلام ؟
حرام عليكم ايها القتلة ، ايها المغرر بكم ، ففي سورية شعب طيب ولكنه لن يسامح ، وسيأتي يوم تدفعون فيه الثمن الباهظ أنتم والبلد الذي قدمتم منه عندما تدور العجلة لتدوسكم بذات القسوة التي تمارسونها بحق هذا الشعب البريء ..
اما الاعلام الذي يرعى هذه الجماعات فما يزال يطبل ويزمر لكل عملية اجرامية على انها نصر مؤزر .. فيهلل ويكبر ، فإن لم لم يكن ثمة عمل اجرامي فإنه يكذب ويفبرك ويوحي بما هو قادم !!
يقوم المسلحون بطرد طلاب مدرسة ما ، ثم يجعلون منها مقرا ً عسكريا ً لا جتماعهم وأسلحتهم وخططهم ، فإن هاجمها الجيش قالوا ان الجيش يقصف المدارس ؟؟؟!!
في بداية كل نشرة اخبارية يقولون : أفادت لجان التنسيق ان عدد الذين قتلتهم قوات الجيش والأمن بلغ مائة وخمسين مثلا ً !! اما هم فإنهم يطلقون الرصاص ، البنادق والمدفعية والصواريخ ، لكن قذائفهم لا تقتل ولا تؤذي احدا ً ، وكأن نيرانهم برد وسلام !!!
يدعون انهم يأخذون أخبارهم على ذمة لجان التنسيق لأن الدولة السورية لا تسمح لمراسليهم بدخول سورية حتى يغطوا الأحداث بمصداقية ، وهم يكاد لا يوجد شبر من سورية الا و فيه مراسل لهم !!!
اليوم ، لم نسمع ان الدولة لا تطالب المواطن بدفع فواتير الكهرباء ، ولكن الذين يدفعون قلة !! ومع ذلك لم نسمع ان الدولة فككت عداد مواطن لم يدفع ، او انها حبسته لأجل ذلك . ومع أنهم يعلمون الحال السيء لعامة الناس من حيث قلة المال وعدم توفر المازوت ، وان الكهرباء هي الوسيلة الوحيدة تقريبا ً للتدفئة .... الشيوخ ، الأطفال ، المساكين والبؤساء وما أكثرهم هذه الأيام ... ومع ذلك يدمرون محطات الكهرباء ويمنعون وصول الغاز والمازوت اليها ، ويدعون انهم انما بذلك يجاهدون !!!
ونحن الشعب ، نؤمن تماما ً أن اخطاء كثيرة تجذرت وصار ثمة حيتان ،على حساب مصلحة المواطن !! ولكن هل يستأهل هذا الأمر كل ذلك الدمار والخراب ؟ هل يعقل انه لا حل الا بتدمير سورية ؟ طيب اذا تدخل رب العزة مثلا ذات يوم ،وقبض عمر كل هؤلاء الفاسدين ولكن بعد خراب سورية ، فما الذي نكون قد جنينا ه من كل هذه الفوضى والاجرام ؟
ثم يا أخي ما هذه الصداقة التي تربطنا بروسية وايران مثلا؟ الا يقولون ان الصديق وقت الضيق؟ الا يعلم كل من عليها ان دولة كروسية اذا سعلت عملتها قطر تحتها ؟ فلماذا لا تتخذ موقفا ً جدياً ولو لمرة وتعيد هذه الدولة المسخ الى حجمها بدل ان تتبختر وكأن قطر هذه دولة عظمى ؟!
ايها الناس ، ايها الشعب ، ايها الثوار الشرفاء الأكارم ..كلنا اليوم في خندق واحد ، وعلينا ان نستفيق من سباتنا حتى لا يسرق المجرمون أحلامنا . ومن حسن حظنا ان القيادة مع طروحاتكم واحلامكم لأنها قيادة وطنية ، ولا خيار لها أساسا ً غير ان تكون مع الشعب بكل ما تعنيها هذه الكلمة من معنى ..وعلينا ان نتصرف بحكمة وقوة وأن نقضي على من يريد تدمير بلدنا أيا ً كانت هويته ، قبل ان ندخل جميعا ً في نفق مظلم عرفنا بدايته ، لكن نهايته ليست سوى الفناء المحتم !!!!