حصلتُ على الإقامة ................. عليَ اليومَ أن أزغردَ وأهللَ وأرقُصَ ..أنا اليوم مواطنةٌ سويديةٌ حتى لو لفترةٍ مؤقتة .. كلُ شيىءٍ تغير،أعدادُ المعجبينَ تضاعفت..فمن كانَ أخاً في سوريا أصبحَ اليومُ مشروعَ حبيب .. فربما أكونُ في المستقبلِ حاملةً للجنسيةِ الأوروبية أي من الفتياتِ المحسودات.
ورقة ُالإقامةِ لا تفارقني ..وحدهُ الليلُ قادرٌ على نزعِها من على صدري .. فالأوسمة لا تغادرُ أصحابَها إلا أثناءَ النوم، ليتساوى الملكُ والوزيرُ وحاملُ الإقامةِ مع الآخرين..
من بعدِ اليوم سأمشي كالطاووس وأرفعُ رأسي كالنسر وأزمجرُ كالأسدِ أو النمر(الأسدُ
للقارئِ الموالي والنمر للقارىء المعارض) فورقةُ الأمانِ ستحميني من أن يطالَني
قلقُ التفجيرات وحقدُ بعض الأطرافِ المتصارعة .. أنقذتُ نفسي ولم يعد يَهمُني
ماتركتُ خلفي ..لا أهل ولا أصدقاء ولا أحبة ..فهم من اختاروا أن يضحوا في سبيلِ
الوطن، والوطن اِختار أن يقبلَ هذه التضحية.
وعلى سيرة التضحية لن أضحي أكثر بصرفِ الحريراتِ الجسديةِ لتأليفِ الكذب .. فورقةُ
الإقامةِ ليست سوى تزيناً لمصطلحِ ورقةِ لاااااجىء .. هي وصمة على صدري وليس وساما
..وشكرا لأحبتي لأنهم لم يصدقوا أن هذه الورقة ستُفرقُني عنهم وعن الإحساسِ كل لحظة
بآلام سوريتي ..وأنها لن تجعلني يوما أشابهُ كثيرين من الجاليةِ السورية في السويد
الذين يعتقدون أن الجنسية السويدية ميزة ترفعهم مرتبة وتعليهم شأنا وأنهم غدوا
أمنية للارتباط بهم ...
جنسيتي السورية وحدها من تمنحني الفخر ...وصلاتي ستبقى دائما تذكر كل الأبطال الذين
اختاروا البقاء في الوطن وتحملِ السراءِ والضراءِ معه ... فأنحني لهم احتراما
وتقديرا
مودتي من مواطنة سورية تحمل إقامة اللجوء ..وعذرا لمن أغضبته الأسطر الأولى وشكرا
لمن لم يصدقها