لطالما حاولتُ ترتيب ألوان
الشتاء،إعادة جدولة قطراته، وتصفيف رياحه المبعثرة....ولكن عبثاً فللشتاء فلسفته
الخاصة.
ما كنت أعلم من قبل أن برده يعلمنا الأدب،أن صقيعه يعيد إحياء الجبان بداخلنا وأن
ثلوجه البيضاء لا تمحو من قلوبنا مساحات السواد.
خلف النافذة اختبأت، جمعتُ ألواني وبعض أوراق
.استحضرت جميع مفرادتي ،أعلنت النفير في ساحات أفكاري وطلبت كمية احتياطية من
النقاط ....... الآن أنا بكامل أسلحتي وهو بكامل أدواته...... يصفر،يبلل ، يروي ،
يغطي ويغسل......
بتلك الأرض البعيدة قليلاً سمّرت ناظريّ لتكون ساحة لمعركتي مع الشتاء ............
وبعد ساعات ...... من تلك الغيبوبة ..... استفقت فوجدت على الورقة البيضاء عبارة
واحدة فقط :
" ما بيني و بين الأرض قصة عشق طويلة لا يعرفها إلا الشتاء "
كانت هذه عبارة أبي حين سألته في أول أيامي الجامعية لماذا يرفض دائماَ بيع الأرض
............
فتحتُ نافذتي و صرختُ بأعلى صوتي : أيها الشتاء العظيم أعتذر عن تحرشي بجلالتك
......