news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
في بلدي... بقلم : يمنى حسن شريط

هل نحن نسكن الغربة ؟ أم تسكننا هي؟

عالم كبير شوارع وأرصفة ووجوه باتت مألوفة بعد أن كانت غريبة في بلدي كلّ شيء مثير ........... مميّز


ترى الشوارع رغم تجاعيدها, رغم انحناءات السنون فيها, وأخاديد المطر على وجنتيها, رغم كل كبرها وهرمها.. مازالت دافئة حنونة كما عهدتها ...

 

مشت عليها سنينك ركض عليها عمرك ورقص شبابك وذكرياتك على أرصفتها وبين مفارقها... فعلى دروبها مشيت وفي أجساد أحد أبنيتها ترعرعت وكبرت .. كما أنك من حوانيتها تبضعت.. فكم من مئات المرات من هذا الطريق عبرت نحو العلم.. نحو الود نحو الإحسان والبر.. نحو لقاء محبوب على مفرق جانبي انتظرك في كل مكان تشعر بالألفة بالحنين بالذكرى حتى بالدفء حتى كلام الشارع فيه حب...

 

كل الوجوه مألوفة .. كل الناس معروفة لا تشعر بالخوف ولا باليأس ولا بالحزن أمان يحيطك .. فهناك من يمشي من يركض .. وهناك من يلقي التحية؟

 

رغم مرار وحلاوة الذكرى كل شيء في بلدي أحلى لكن العالم كبير والدنيا أكبر تأتي إلى بلاد الغربة كل شيء واسع كل شيء متاح إلا ذرة الماء والهواء؟

 

شوارع شابة .. نضرة يانعة لا أخاديد ولا حفر لا شتاء ولا فعل المطر إن جربت أن تمشي لن تلقى أحد فلا تعرف أحد.. ولن تلقي التحية على أحد شوارع طويلة طويلة دون رفيق وأنوار مضيئة لكن دون أنيس كل شيء غريب.. كل شيء وحيد وجوه لم تعهدها وأناس لا تعرفها... وذاكرة فارغة

 

برد يصيبك في القيظ وحشة  تعتريك وسط الزحام.. وخوف و ألم يختلج في القلب .. تسأل هنا كل شيء أحسن أحدث أينع لكن .. شيء ما ينقص المكان ؟

 

ينقصه روح وحياة لا توجد إلا في تلك البلاد... بلادي

 

الرياض 11/10/2010

2010-11-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)