هذا العنوان معروف جدا لأصدقائي حريفة
ورق اللعب .
باختصار هي عنوان آخر للعبة الطرنيب (61)....فيها يتصارع فريقين بكل ما أوتو من
حنكة ودهاء كأي لعبة أخرى
في "الشدة" لقهر الفريق الآخر وبحسب اصطلاحات الشدة برشه أو فرمه أو سحقه برتيّة أو
أكثر.....
تبدأ اللعبة ... كل الخبرات والحواس وقدرات الذهن
وحتى الأجواء المحيطة يتم توظيفها لكي تتمكن في ضوء الحظوظ
المتاحة من الإرتقاء بال " نحن " إلى أعلا المراتب وبالتالي برش وسحق وفرم ال " هُم
".
ولكن ما يميز هذه اللعبة عن أقرانها كونه يتم السماح فيها باستخدام أساليب مواربة
غير قانونية وغير مقبولة في اللعب
الأخرى كالتأشير أو الدق على الطاولة ... يمكننا القول هنا يرسخ مبدأ الغاية تبرر
الوسيلة.
ولعل السمة الأبرز في هذه اللعبة أنه لا يمكن أن تمر جولة فيها دون أن يكون هناك
رابح للنقاط وحتما عندها الفريق
الآخر سيكون خاسر للنقاط وبتوضيح أكثر لا يمكن لفريق كسب نقاط والفريق الآخر يكسب
نقاط أقل أو يراوح في
مكانه .... إذن على الدوام مقابل كل ضحكة مسحة من الحزن المقيت...
وهذه اللعبة العظيمة تنفرد بمصطلح شائع لمماريسها هو ( الكبوت ) ومعناه أنه خلال
أحد جولات اللعبة يتمكن فريق
من حصد أعلا درجة نقاط ممكنة وبالتالي إلحاق العار والبؤس بالفريق الآخر. ولمتعة
الكبوت نشوة بحيث تعادل نشوة
الإنتصار في البرتية إن لم نقل تتجاوزها لما فيها من استعلاء ناجم عن تشرشح الفريق
الخصم وإذلاله.......
فالمتعة هنا ليس بالانتصار وانما بتلذذ انكسار الآخر.
إلى هذا الحد أتوقف وأنا مدرك تماما أنكم تشاطروني مآساة سوريا كل على طريقته
...فليقل إذن كل على طريقته
" كفى "
وطننا سوريا أكبر بكثير من حلبة يتقارع فيها فريقان
لغة سوريا العربيه تحتوي ملايين الضمائر والكلمات والأفعال تختلف كليا عن " نحن و
هُم"
تنوع سوريا الثقافي والإيديولوجي( العقائدي ) والديني يستحيل أن يقبل حشر الشعب
السوري في فئتين متناحرتين لا
يمكن لإحداها أن تقبل الأخرى ...
سوريا أنت المكان الوحيد الذي اختصرت في ترابك وسمائك...... أمي وحبيبتي.......
أبو ليلى......