إن ما يحدث من تغييرات مذهلة من حولنا أمر واقع لا يمكن تفاديه وانه من المستحيلات أن يعود الزمن والمجتمع الذي نعيشه إلى الوراء مرة أخرى أو أن تبقى الحياة على إيقاعها الهادئ. وتتسارع عملية التغيير في حياتنا المعاصرة كمثل الأمواج الهائجة، فالبعض تصدى لهذه الأمواج فكان ضحية لها، والبعض استطاع أن يركب الموجة ويستفيد من قوة الموج فأصبح مستفيدًا من التغيير.
لقد بدأت موجات التغيير، ولم تعد هناك فترة للاستقرار لأخذ الراحة واسترداد النفس، ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه المتغيرات ونطوعها لخدمتنا.لا شك أنك تعرضت للتغيير، سواء كان من قريب أو من بعيد؛ في منزلك أو عملك أو ربما في ذاتك، فأنت عرضه للتغيير شئت أم أبيت
وليست المشكلة في حدوث التغييرات إنما المشكلة تكمن في كيفية الاستجابة والتعامل مع هذه التغيرات، وهذا ما يعرف بمهارات التغيير وليس من المهم أن يكون لديك مهارات التغيير، يقدر اهمية أن يكون لديك الرغبة في إحداث التغيير والاستفادة منه في الحياة. فالرغبة هي القوة الموجودة في كل واحد منا، وهي تنتظر حتى نوقظها من سباتها، لنستمتع بالحياة ونعيش وكأننا نولد من جديد كما تولد الفراشات. ولكن هنالك بعض الحواجز التي تغلف هذه القوة وتمنعنا من الوصول إليها، فالحل يمكن بالإيمان بوجود قوة التغيير في أعماقنا، وأن نثق ثقة مطلقة بأننا ستصل إلى هذه القوة. ونكون بذلك قد قطعنا نصف الطريق نحو التغيير. ويمكن الحصول على هذه الثقة بأن نقنع أنفسنا بأننا ستتغير فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
ولنضع لأنفسنا منهجية وخطة عمل بعنوان ثورة تصحيح لننتقل مما نحن فيه الى ما نرغب
ان نكون عليه حيث واقع الحياة المعاصر تتلاطم فيها أمواج التغيير، وقل عنصر
الاستقرار يتطلب منا التعلم واستيعاب الجديد، وكيفية التعامل معه بطريقة تحقق
اهدافنا. طالما أنك على قيد الحياة فسوف تعايش التغيير شئت أم أبيت، وقد تمر بمراحل
تغيرات سواء متتابعة أو متداخلة، المهم أنك تدرك أن عملية التغيير ليس لها نهاية.