news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
من قصف كلية العمارة في مدينة دمشق ...بقلم : سامر أديب

منذ سنين طويلة وأنا أحلم بأن يثور الشعب السوري ضد هذا النظام الفاسد ، وعندما قامت الثورة السورية كنت متحمسا لها في الشهور الأولى ، ولكن بعد مرور عدة شهور على هذه الثورة توضح لي بجلاء أن هذه الثورة لن تقدم أي بديل عن النظام السوري وذلك بسبب ما لاحظته من تردي أخلاقي كبير يسيطر على معظم مفاصلها


 وتجلى ذلك على سبيل المثال بكمية الكذب والتضليل الكبير الذي كانت تنشره المنابر الإعلامية للثورة إن كان في التنسيقيات أو على لسان المعارضين أو المواقع والمحطات الممثلة أو الداعمة للثورة ، وقلت حينها بوضوح أنه حين يحصل المعارضون على أسلحة مماثلة لأسلحة النظام سيتصرفون مثله تماماً ، واليوم يبدو ذلك جليا على أرض الواقع ، فخلال هذا الأسبوع قام الجيش الحر بقصف كثير من أحياء دمشق بشكل يومي مما تسبب بسقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين وكان آخرها سقوط خمسة عشر طالبا قتلى في كلية العمارة ، طبعا هناك الآن من لا يصدق أن الجيش الحر يقصف أحياء دمشق وهؤلاء مثلهم مثل أنصار النظام الذين لا يصدقون قصف جيش النظام للأحياء المدنية ، لذلك سأورد بعد الأدلة على ذلك ...


قبل ثلاثة أيام أصدر المجلس العسكري الثوري لدمشق وريفها بياناً يعلن فه استهداف مبنى التلفزيون السوري بسبب تضليليه وفبركاته (وكأن الطرف الثاني لا ينافس النظام في تضليله وفبركاته )، وهذا نص البيان " تم بحمده تعالى إستهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين بدمشق براجمات الصواريخ وذلك ردا على الفبركات والتضليل الإعلامي الذي يمارسه النظام بحق شعبنا ".


www.facebook.com/DamascusCouncils.org

 

في نفس ذلك اليوم سقط قتيلين في قصف على دار الأوبرا التي تقع قرب مبنى التلفزيون السوري والذي أعلن المجلس الثوري إستهدافه بالقصف كما رأينا ، نجدر الإشارة هنا إلى أن كلية العمارة ملاصقة لمبنى دار الأوبرا اللافت أن معظم تنسيقيات الثورة نقلت بيان المجلس العسكري الثوري المذكور آنفاً بفخر !!! ويمكن التأكد من ذلك بالبحث في غوغل عن البيان المذكور وسيظهر في معظم صفحات التنسيقيات


وفي اليوم التالي للحدث نقرأ في موقع البي بي سي : (وتتبادل القوات الحكومية والمعارضة القصف على مناطق في دمشق وضواحيها.) وأيضاً نقرأ في البي بي سي ( في هذه الأثناء قال نشطاء معارضون وسكان في دمشق إن مسلحي المعارضة أطلقوا العشرات من قذائف الهاون على ساحة الأمويين وسط العاصمة) ، الخبرين موجودين هنا:http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2013/03/130325_un_syria_staff_clashes_continue.shtml

 

كذلك نشرت صحيفة النيويورك تايمز تقريرا عن قصف المعارضة المسلحة لدمشق ونلاحظ من التقرير اللهجة اللطيفة في وصف القصف بعكس تغطياتها السابقة لقصف النظام لمناطق أخرى ، وأول ما يرد في التقرير هو أن ساحة الأمويين التي تعرضت للقصف تبعد مسافة قصيرة عن القصر الجمهوري وأنها كانت مسرحا لمسيرات كبيرة مؤيدة للنظام وكأنها تبرر بذلك للقصف على هذا القصف، وخلال التقرير يشرح أبو عمر وهو قائد كتيبة هاجر بفخر كيف أطلقت مجموعته الصواريخ على دمشق ، التقرير موجود على موقع النيويورك تايمز هنا


http://www.nytimes.com/2013/03/26/world/middleeast/mortars-hit-central-damascus-square-at-least-one-killed.html ref=todayspaper&_r=0

 

هناك سؤال أسمعه حول قصف المعارضة المسلحة لدمشق وهو ، لماذا تقوم المعارضة بهكذا فعل وما هو الفائدة منه ، الحقيقة أنها تفعل ذلك لنفس السبب الذي تقوم به قوات النظام بقصف المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر ، أي أن كلا الطرفين يقصفان المناطق التي يسيطر عليها الطرف الآخر دون تفكير بأرواح المدنيين الأبرياء ، لذلك فأحياء دمشق التي يسيطر عليها النظام تتعرض للقصف من قبل قوات المعارضة والتي أعلنت مؤخرا أنها تقصف المقرات الحكومية السورية وطبعا وكما هو متوقع كان موقف معظم المعارضين السوريين ازاء الجرائم التي يرتكبها الثوار هو إما الصمت أو الإنكار أو التبرير وهذا يثبت ما كنت أقوله دائما من أن أنهار الدموع التي يذرفها المعارضون على ضحايا النظام ما هي إلا دموع كاذبة هدفها سياسي ، فكم سمعنا هؤلاء المعارضين السوريين يملؤون الدنيا عويلاً وصراخا إحتجاجا على قصف النظام للمناطق المدنية وهاهم الآن إما يصمتون أو ينكرون أو يبررون قصف المعارضة لأحياء دمشق وهو ما يعني أن هؤلاء المعارضين لا يختلفون في الجوهر عن جماعة النظام وأن هذه الثورة بوضعها الحالي لن تجلب لسوريا إلا الخراب والدمار

أحب أن أشير أخيرا إلى أن الأسبوع الماضي شهد حادثة الهجوم بالسلاح الكيماوي على خان العسل قرب حلب ، والتي تبادل الجانبان الاتهام بالمسؤولية عنه ، لكن تحقيقا ميدانياً أجرته القناة الرابعة البريطانية وجد أن رواية النظام السوري هي الأقرب إلى الحقيقة وأن المعارضة المسلحة هي التي قامت بالهجوم الكيماوي مستخدمة قنابل مصنوعة من مادة الكلور استولت عليها من أحد معامل الكلور في حلب ، ثم قامت بتصنيع قنابل كيماوية بدائية ضربت فيها منطقة خان العسل المؤيدة للنظام مما أسفر عن سقوط ضحايا بينهم جنود من جيش النظامالتحقيق موجود على موقع القناة الرابعة البريطانية هنا:http://blogs.channel4.com/alex-thomsons-view/searching-truth-debris/4444

 

 

2013-04-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد