هادئ يحاول أن يخفي خبثه في كلام "موزون " بطيئ، لإثارة إعجاب المشاهد به وخداعه بأنه نموذج المعارض الرزين الذي يختلف عن غوغائي "معارضات اسطنبول " وإتلاف قطر ".
هذا هو هيثم المناع. ولكن قبل الخوض في تفاصيل أكثر لا بد من الإشارة إلى "ميادين " السيد غسان بن جدو الذي جعل قناته منبرا للترويج لصديقه المناع ولصديقمها المنصف المرزوقي (الرئيس التونيسي). يذكرني بن جدو بجزيل خوري التي في فترة من الفترات كرست خلالها برنامجها "بالعربي " في قناة (العربية)، منبرا لوليد جنبلاط أيام عدائه المعلن لحزب الله.
المؤسف في الأمر أن بعض وسائل الإعلام المقاوم، على غرار وسائل إعلام المتاجرة بالمقاومة، تتحدث عن غير دراية أو قصد، عن المعارضة الداخلية السورية مقتصرة إياها على جماعة حسن عبد العظيم و(مناعه)، متناسية المعارضة الحقيقية في الداخل السوري، التي وضعت الوطن السوري فوق كل اعتبار، وتعالت على الظلم الذي وقع عليها سابقا، وانخرطت في العمل الحكومي.
بن جدو خصص للمناع برنامج خاصا واستضافه حتى اليوم، 4-5 مرات على شاشته، في أوقات أعتقد أنها مدروسة. وفي كل مرة يذكرنا المناع بأنه و(عظيمه)، "ضد التدخل الخارجي " في حين أنهما في كل موقف من مواقفهم بعد كل منعطف، يؤكدان ضمنا أن مجموعتهما، ليست أكثر من جناح سياسي لما يسمى "الجيش الحر ".
وهناك لازمة يدسها المناع دسا كما يدس السم في الدسم، في كل مقابلة له، وهي تصوير الجيش العربي السوري أمام طرف آخر ند له هو ما يسمى بـ "الجيش الحر "، ومن هذه الجمل: "يجب وقف تزويد (النظام) والمعارضة بالسلاح لوقف نزيف الدم السوري " على حد قوله، متناسيا أو متجاهلا، أن هناك دولة لها جيش يتعرض لاعتداء مسلح.
أنا أسأل المناع، هل يرضيك وقف تسليح الجيش العربي السوري، ونزع ما يمتلك من أسحلة بما فيها الاستراتيجية لكي ترضى عنا، كما طالب الخطيب، وجه العملة الأخرى التي تحملها؟أنا أسأل بن جدو، هل تذكر أنك روجت للمناع وغليون في أول لقاء لك على شاشة سورية مناضلة؟ فما رأيك بالغليون الآن، هل ما زلت تعتبره كما وصفته بتلك القابلة، أم لا؟ وهل تحتاج إلى سنتين أخريين لكي تنقشع غشاوة المناع عن عينيك؟