news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
التائهون الجدد ...بقلم :مرح العرنجي

قلق وتوتر جديد يدور بين صفوف الشباب السوري تزامناً مع تفاقم أزمة شعبه، تختلف حسب كل جديد. والجديد اليوم هو قذائف الهاون العشوائية التي تستهدف البلاد بكاملها، وخاصة كليات جامعة دمشق، وضحية هذا الاستهداف هم طلابها المستمرون رغم كل ما حدث إلى اليوم.


هؤلاء التائهون الجدد، مع خطر إضافي جديد، طلاب جامعة دمشق، يتوجسون، يعانون، ليعلنوا جولة أخرى جديدة من الضياع بما يهدد مستقبلهم الدراسي وحياتهم هذه المرة، بعد تهديد أشياء كثيرة سابقة في ظل الأزمة. يتخبطون معلنين ذلك في الجلسات الشبابية التي أصبح معظمها يقتصر على صفحات (الفيس بوك) بسبب خطر اللقاءات في الأماكن العامة المختلفة.

 

يقدمون آراءهم حول استمرارهم بالدوام أو عدمه، بكتابة اقتراحات كثيرة عن ذلك وإنشاء صفحات أيضاً، يحتدم النقاش ضمنها اتفاقاً ومعارضة حول استمرارهم بالدوام:

 

غيث، (شاب يدرس طب الأسنان) يرى: (لا يمكن بأي شكل إيقاف الدوام في جامعة دمشق العاصمة، ولا يمكن للشباب الجامعي السوري أن يفضل نفسه بهذه الحالة على الشاب العسكري المعرض للمخاطر لأجل الوطن)، وتتالي التعليقات حول مفهوم حماية الوطن وحول مهمة كل فئة من الشعب، وحول مسؤولية بناء الوطن.

 

رنيم (طالبة هندسة مدنية)، تؤكد ضرورة وقف الدوام جزئياً، وتتساءل عن سبب إصرار البعض على الدوام برغم خطر الموت المحدق بهم. وتضيف أن على كل طالب كما على كل مواطن أن يحافظ على حياته بحذر شديد لعدة أسباب، منها: أن حياة الشعب السوري هي التي ستعيد إعمار البلاد لا زيادة الموت، كما أن عدم الحذر وعدم الاتقاء من موت مهدد هو عمل جهادي بقالب مختلف باسم الوطن. والمطلوب هو الوعي تجاه عدم رمي النفس إلى التهلكة بسبب مفاهيم لا تنطبق على واقعنا السوري.

 

مهند، (طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية) يخبرنا أن الخطر موجود لا محالة، فالهاون منتشر بكل مكان في الشوارع والمناطق المختلفة في سورية. ولكن في الوقت نفسه هناك احتمالية خطر أقل نسبياً بين منطقة وأخرى. وهذا ما يجعل كل طالب منا يتخبط بين خوفه على حياته، وبين قراره بإيقاف دوامه ورسوبه في السنة في شهورها الأخيرة بعد الجهد الكبير المرافق للتوتر الذي استمر خلال شهور الدراسة الماضية الطويلة.

 

سوزان، (طالبة عمارة) قالت: بعض الشباب المعارض يقف مع إيقاف الدوام كي يزيد إثبات الوضع المتأزم، والطالب الموالي للنظام يجد أن إيقاف الدوام هو فرض اعتصام على الطلاب بشكل غير مباشر. والطالب المتخذ موقفاً حيادياً، يرى حياة ومصالح الطلاب بخطر إن استمروا أو توقفوا عن الدوام، ولكن استمرار الدوام هو تعجل على هذا الخطر.

 

وعلى موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يناقش الطلاب أيضاً حلولاً بديلة عن وقف الدوام، ومنها أن تختصر أيام الدوام وذلك لحضور محاضرات العملي فقط، وأن يتم تداول محاضرات النظري إلكترونياً، أي بشكل شبيه بالجامعة الافتراضية أو على أقراص مضغوطة، أو أن يسبّق الامتحان قبل موعده قليلاً، ويختصر المنهاج قليلاً حتى لو أثر ذلك على معلومات الطالب. ولكن ذلك أفضل من التوتر الدائم نتيجة مدة الدوام الطويلة المؤثرة بلا شك على دراسة الطالب وتركيزه. وتعددت الآراء بين طالب مسافر من مناطق ساخنة لا يجد فارقاً بين الخطر في مسكنه والخطر في كليته، وطالب آخر ما زال الأمان في منطقة سكنه موجود وأهله يطالبون بأن يعود، وبين طالب يجد أن مصلحة الوطن هي استمرار الدوام رغم الموت، وطالب يجد أن حياته وحياة الشعب هي الأهم وهي فوق كل شيء ولأجلها يقام كل شيء.

 

وقد صرح وزير التعليم العالي على القناة السورية أن الدوام لن يتوقف، وذلك لمصلحة الوطن ومصلحة الشعب، دون إعطاء أية ضمانات أو الأخذ ببعض الحلول المقترحة التي قدمها الشباب، وبالتالي فإن كل محاولات الطلاب لإيجاد حلول لتخفيف الخطر المحدق بهم باءت بالفشل.

 

ويبقى الخطر قائماً، والطالب السوري بحيرة من أمره وأمر بلاده، قسم منه يحاول أن يساعد في أزمة بلاده ويقف بعض المواقف الوطنية برأيه، وقسم يقدم حلولاً لاستمراره بممارسة حياة طبيعية بأزمة غير طبيعية، باعتراضه وتقديمه لحلول قد تؤخذ بالحسبان إن أرادت الجهات المسؤولة أن تهتم بهذا الطالب وآرائه حول جامعته ودراسته وحياته.

 

 

2013-04-22
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)