news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
شعر
قصة بلاد الياسمين ... بقلم : ليال عياش

في بلادٍ للياسمين
كانت مسكونةً بالحُب
و دافِئةً دِفءَ الحَنين..
هبَّ الألمُ أعاصيراً
مصحوباً بأمطارٍ من رصاص,
و بأشرارٍ يحمِلونَ سكاكين..


هيَ دعوةٌ وُجِّهَت للموت
من ثَغرِ شيطانٍ هارِب..
أفلَتَ من قبضَةِ الملائِكة,
و جاءَ إلى أرضِنا في غفلةِ سعادَةٍ
كانت قد أَسكَرَت ساكِنيها..
فأغضَبَهُ الجمالُ الهانِئ
في بيوتٍ ملفوفَةٍ بالرَّياحين..

و أبى الموتُ إلّا أن يُلبِّي الدَّعوة
و يأتينا بكوكَبَةٍ سوداء
ليرتَشِفَ من رقابِنَا الدِّماء
و يأكُلَ على موائِدِ الأبرياء
أرواحاً و أجساداً
و يُشبِعَ جوعَهُ منَ الأشلاء..


سَكَتت أصواتُ العصافير,
و علا الحقدُ زئيراً مُخيفاً
لا يصمُتُ, إلا ليعاوِدَ الصُّراخَ من جديد..
و احتَجَبَتِ السَّماء
بغمامَةٍ منَ القهر
اختَطَفَت شمسَ السَّلام
و حجَزَتها في قصصِ الأطفال..
أمسى الشَّرُّ حقيقة
و بقيَ ذِكرُ الخيرِ نائماً في الأحلام..

و بحضورِ ما تبقَّى من نور,
اجتمعت حماماتٌ صغيرات
لأداءِ صلاةٍ للاستسقاء
تستَحضرُ فرجاً يهطِلُ مع ماءِ السَّماء..


ليأتيَ منَ البعيد
طيرٌ عظيمٌ هائِلُ الجناحين
عرفَهُ القُدَماء باسمِ  "الأمل "
راحَ يُرَفرِفُ بأجنِحَتِهِ مُبعِداً الأشباح
و ناشراً عبيراً و بذورَ حُبّ في كلِّ مَكان..

إلا أنَّ أَمَل كانَ وحيداً وسطَ كلِّ هذا السَّواد
و شياطينُ الكُره استَعَرَت
و راحَت تنفُثُ ناراً و دُخان..
بقيت تُطاردُهُ حتّى أطاحَت به,
و انقضَّت عليهِ بأنيابها المسمومة
و مخالِبِها المسنونة..


لكن قبلَ أن يُغمِضَ عينَيهِ
و يُسلِّمَ أجنِحَتَهُ للموت,
أبصرَ على الطَّرَفِ المُقابِلِ طفلة..
طفولَتُهَا المُنهَكَة تحكي آلامَهَا قِصصاً
بيدَ أنَّ النُّورَ في عينيها يُغنِّي الصَّبرَ أناشيدا..


شَهِدَت تِلكَ الصَّغيرةُ تكالبَ الشَّرِّ و سطوَتِه
و عندما أحسَّت بقُربِ النّهاية,
ارتَعَشَت أصابِعُها البيضاء
و جفَّ الدَّم في عُروقِها
تبلّلَ جفنُها المُزرَقُّ بدمعة
أبعدَت عنها الرُّموشَ و انطلقت..


ليسَ إلى الأرض,
و إنَّما طارَت إلى الأعلى
حيثُ التَقفها نجمٌ عظيم
فتزلزلَ أمامَ صِدقها و حرارَةِ الخوفِ فيها
و هبطَ معها إلى حيثُ الشَّرُ انتشر..
مُبدّداً بنورهِ الظّلام
و قاهراً بلهيبِهِ الشّياطين..


أنقذَ الأَمَل
و حملَ الطّفلةَ بكلتا اليدين..
كانَ فرداً من سلالَةِ النُّجومِ العِملاقة
صُلبٌ عتيد,
يسطَعُ بتحدٍّ ناشراً الضّياء في القريبِ و البَعيد
كانَ بحقّ نجمَ الموقِف
أعادَ الحياةَ للأمل
و أعادَ الأملَ للطّفلة


و انطلقوا معاً:
نور قوي .. أمل .. و طفولة
ليعيدوا النقاءَ من جديد لوريقاتِ الياسَمين
لتعودَ عروسُ الحياة
إلى الحياة
لتعودَ إلينا بلادُ الياسَمين..

 

2013-04-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد