دخلت على الدّار أنظرُ فيها رأيتكِ في صدرها تجلسين
وما الدّارُ دارٌ لسـاكن أجرٍ و لكنــها دار مُلكٍ مكين
مليكة عمري سكنت فؤادي فـو الله من دارِ لا ترحليـن
رضعت لبانــك أماه طفلاً وأرشف حبّـكِ برّاً أميـن
تذكرت أمسي وطالعت يومي وفجرت حبّي فجاد اليميـن
وفاضت دموعي لذكراك أمّي فهل نلتقي بعد طول السّنيـن
أذاكر أيــام عمري وأمّي سراجٌ منيــرٌ وصبحٌ مبيـن
وأذكر مذ كنت طفلاً صغيراً فضائـل أمّي كعقـدٍ ثميـن
تناثرَ لؤلؤه في دروبـــي فطابت حياتي في العالمِيــن
تكفكف دمعي وتُذهِبُ خوفي وتمسح صدري فيخبو الأنيـن
وتشعل دربي ضياءً ونـوراً فتهدي فؤادي لحق اليقيــن
عشقت صغيراً وهِمت كبيراً وأنت الحبيبةُ طول السنيــن
جلستُ مساءً أذاكــر قلبي فراودني عن هواك الوتيــن
وما زلت قلبي وما زلت روحي وما زلت منّي ما تشتهيــن
ذهبت لأشري هدية حبّـي لتحمل شوقيْ ولحنَ الحنيــن
فحرت وحارت تعابيرُ فكري بماذا سأهدي ملاكـي الرزين
فقلت زهوراً وما مـن زهورٍ تضاهي شذاكي شذا الياسميـن
أكاد أشمّ عبيــرك أمــي فضمّيــني ضمّي كي تنعشين
وقولي أحبّك يا نور عينــي ويا روح روحي وتاجَ الجبيـن
ونادي "صغيري" لأحبو إليك و أجثوا لديك نديّ اليميــن
أقدّس طهــرك يا سلسبيلاً كمـاءٍ ترقرق صافٍ سكيـن
فو الله ربّي سئمــت البعاد وأرّق جفـني إليك الحنيــن
و أدعوا ليلاً و أدعـوا نهاراً و أصبوا لأرمي لديك الجبيـن
فيا ربّ إني عبيدٌ صغيــرٌ وأمّيَ أمّيْ ملاذي الأميــن
أطل عمرها يا إلهي وهبنـ بأيام عمــري رضاها الثمين
لعلّي أسيـر دروبـي إليك ومشكاة أمّي تضيء السنيـن
محمد منقذ خصرين