هناك فوق صخرة تتلاطم بها أمواج البحر في ليلة مقمرة ساكنة وجدت نفسها تجلس لتتأمل روعة المنظر وتخلو مع نفسها في هذا الجو الهادئ, تشكو ما في قلبها للبحر للقمر حتى لتلك الصخرة الصماء وفي عينيها حزن وألم عميق.
تتساءل بحيرة هل يجب أن تحزن على تلك الغصة في قلبها المحطم؟ أم على العكس عليها الشعور بالفرح وراحة البال على طيبة قلبها؟
ذلك القلب المثقل بالهموم فقط لطيبته ومحبته للجميع, أرادت أن تحكي ما في قلبها لكل شيء من حولها لتقول:
أيها البحر خفف من ألمي أنت واسع وعميق قلبي الصغير لا يتحمل...
أيها القمر المضيء علمني كيف يكون الإشراق فلقد تعبت وانطفئ وهج قلبي...
أيتها الأمواج امنحيني الشعور بانتعاش الروح , روحي التي باتت جافة...
أنتي أيتها الصخرة علميتي الشموخ والصلابة والتحدي...
هكذا أمضت ليلتها تتأمل وتشكي أمرها لله أملتاً بأن ترتاح وتشعر بالفرح والأمل, أن تعود إلى أول خطواتها تتعلم أن طيبة القلب ليست في كل الأمور صائبة, بل على العكس أحياناً تكون محطمة تدمر القلوب ..
آآآآآه من هذا القلب فهو سبب ألمها وانتظارها كل الوقت لتكتشف أنها كانت تنتظر وهم وألم ودموع.
سرقها الوقت وهي تسترجع ذكرياتها حتى غفوت فوق تلك الصخرة الملساء, لتستيقظ على أصوات طيور النورس وضوء الشمس التي بدأت ترسل خيوطها الأولى, وتلك النسمات اللطيفة التي أخذت تلاعب خصلات شعرها الناعم...
لتفتح عينيها وفي داخلها بريق الأمل وابتسامة زادت وجهها تألقاً وفرحاً.
وقفت أمام البحر ونظرت بعينيها اللامعتين إلى السماء لتقول الحمد لله الذي منحني قلباً طيباً فقط لأنه جعلني أشعر بهذا الإحساس في هذه اللحظة المشرقة لتبتسم وتقول طيبة القلب طريق الإنسان للشعور بالفرح والإشراق.