ليس الرئيس المصري محمد مرسي وحده من أضاع بوصلة القدس الشريف والأرض الفلسطينية المغتصبة والمحتلة على شاكلة الكثير من أشقائه الذين سبقوه ولا يزالون في السلطة هنا وهناك في عالمنا العربي، فذاك معذور لآنه تمسك بفتوى شيخ الناتو وسيده ومريده زعيم الخط التكفيري في عصرنا الحاضر ومريق دماء الابرياء "الشيخ" يوسف القرضاوي ذلك العجوز المهلوس باغتصاب مطلقاته والغارق حتى رأسه في مستنقع العمالة للموساد الصهيوني تلبية لرغبة ولي نعمته أمير قطر المخلوع أميركياً "حمد" .
الرئيس "مرسي" معذور في تصرفاته التي لا تليق برئيس بلدية قرية صغيرة في عالمنا اليوم فكيف برئيس جمهورية بلد عربي كبير ومهم مثل مصر تحتضن الأزهر الشريف وتعتبر بوصلة للمسلمين والعرب، أن يضيع بوصلة فلسطين ويتجه نحو تحقيق مصلحة عدو الأمة وسرطانها القاتل دون أستحياء أو خجل عندما أكد سيبقى صديقاً وفياً لكيان الاحتلال والاجرام في برقيته مخاطباً "بيريز" بعزيزي وصديقي العظيم ومشدداً من خلالها على علاقة حسن الجوار بين مصر والمحتل الغاصب لفلسطين قائل"لما لي من شديد الرغبة في اظهار علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الاهل ليكون سفير فوق العادة ومفوضاً من قبلي لدى فخامتكم .."
الرجل لم يحمل القضية الفلسطينية على اعناقه لا من قريب ولا من بعيد ولن يصرح بذلك يوما وقد جاء على "حصانة طروادة" أميركي وبدعم مال خليجي قطري سعودي وهابي سلفي تكفيري وركب موجة ثورة 25 يناير للشعب المصري الأبي ليعتلي عرش الفراعنة ويغلق ممر "رفح" الحدودي ويملء الانفاق بين غزة ومصر بمياه البحر المتوسط ويزيد من الشرخ الفرقة القائمة في الصف الفلسطيني وفاءاً منه بالعهد الذي قطعه على أسياده هو ومن قبله الفرعون المخلوع "مبارك" تضميناً وتأميناً لأمن كيان العدو الغاصب والتمهيد لانهاء فكرة "دولة فلسطين" أو حتى ما يسمى ب"حل الدولتين" .
ولكن أن تضيع من أطلقت على نفسها حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" بوصلة المسجد الأقصى وقبة الصخرة والقبلة الأولى للمسلمين تلك التي راح ضحية تحريرها من براثن المحتل الصهيوني النجس أنهار من دماء آلاف المجاهدين المخلصين وتحمل مئات آخرين أبشع أنواع التعذيب في زنزانات العدو اللقيط بمدد طويلة من نساء ورجال وأطفال وشيوخ وتشريد ملايين الفلسطينيين من ديارهم، أمر بالغ الخطورة ويضع علامة سؤال كبيرة بحجم تأريخ "حماس" ومعتقدات قادتها الجدد من أمثال "خالد مشعل" و"الدويك" و"هنية" و.. عن أسباب ودوافع ذلك ووقاحة الاعلان به .
اولئك "القادة" الذين لطالما تشدقوا بأسم الدين والتحرير والجهاد مع العدو الصهيوني المحتل وغرروا عبر خطبهم الملونة بآلاف الشباب الفلسطيني ليقدموا أرواحهم ودمائهم الزكية في طريق تحرير فلسطين والقدس الشريف واذا بهم تغرهم سلطة الدنيا ويتمسكوا بمناصبهم الدنيوية بأي ثمن كان لطالما يؤمن ذلك رضى من يرتزقون على فتاة سفرته ولي أمرهم شيخ الشيطنة الخليجية – الصهيونية رافع لواء دعم "الربيع العربي" ممزق شتات العرب والمسلمين عميل السي آي أيه والموساد ذلك الذي جعل من أرض بلاده بقعة لبث لفتن والنفاق والشقاق في العالم العربي والاسلامي ومركزأ للأسطول الأميركي الخامس .
فهاهو رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي البارز في حركة حماس الدكتور عزيز الدويك يطل وبعجالة من نافذة صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية باطلالة بازغة تكشف عن زيف شعار الحركة ومن يقودها بخصوص تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأسيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس، ليعلن للعالم أجمع بأن "إسقاط الأسد أولى من الجهاد في فلسطين!!" و"أن دعم المعارضة (المجموعات المسلحة) في سوريا للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد بات أولوية مستعجلة تتقدم على أي انشغال آخر بما في ذلك الجهاد في فلسطين"!!، مضيفاً بقوله "أعتقد أن بقاء نظام دكتاتوري (نظام الأسد) هو طعن في صدر وقلب القضية الفلسطينية، وزوال الدكتاتورية هو بداية الطريق لانتصار القضية الفلسطينية ورفعة شأنه"!!.
هذه التصريحات ومن قبلها قول "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي ل"حماس" في شباط الماضي "إن ما يجري في سوريا هو ربيع وليس مؤامرة"، لها دور كبير في أتضاح صورة أنحراف "القادة" عن "القبلة" وأسباب ضياعهم ل"البوصلة" بعد عشرات السنين من الجهاد والمقاومة ومقارعة العدو المحتل، فوضعوا أقدامهم محل ما وضع قدمه كبيرهم الذي أمتشق "خيانة" الدرب والقضية وقدم فلسطين العزيزة على طبق من ذهب لاسياده قبل عقود.. "بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود، أقرّ وأعترف ألف مرة، لسير برسي كوكس؛ مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما تراه بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة.. "
تصريحات "حماسية" جاءت متسقة ومتزامنة مع ما أفصح عنه قادة العدو الصهيوني بخصوص الأوضاع في سوريا والحرب الكونية الدائرة هناك، حيث أكد الرئيس الصهيوني شيمون بيريز "إن المشكلة الحقيقية التي تواجه تل أبيب تكمن في الرئيس السوري بشار الاسد"، فيما نقلت لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رئيس الطاقم السياسي- الأمني بوزارة الحرب الاسرائيلية اللواء عامود غلعاد تأكيده "تفضيل إسرائيل لتنظيم القاعدة في سوريا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي الاطار ذاته شدد
ولا ننسى تقديرات قسم المخابرات التابع للخارجية الإسرائيلية مركز الدراسات الستراتيجية السياسية الذي أكد.. "أدت الحرب الدائرة في سوريا الى تصفية الجيش السوري الذي كانت تعرفه إسرائيل لهذا فان إسرائيل لم تعد تخشى اندلاع مواجهة مع سوريا، كما أدت الاحداث في سوريا الى إضعاف حزب الله الذي كانت قدراته المتنامية تشغلنا وتخيفنا.. فاذا ما سقط نظام الأسد ستكون اسرائيل بخير وراحة بال لعقود طويلة يمكنها من التفكير باسرائيل الكبرى آنذاك" .
هذا ما يكشف عن وجود ربما نوايا لدى "حماس" للعب دور "الشرطي" دعماً للأنظمة العربية الفرعونية والديكتاتورية والموروثية العميلة في قطر والبحرين والسعودية بمواقفها السياسية وتجاهلها لمطالب شعوب تلك البلدان وعملياً في ضرب المتظاهرين المعترضين على سياسة الرئيس المصري "مرسي" من جهة فيما تتشدق من جهة اخرى أنها مع قرار ورغبة "الشعب السوري" لتكشف حقيقة دعمها للمجموعات الارهابية - السلفية - التكفيرية المسلحة التي تعيث في سوريا الفساد وتحرق الأخضر واليابسة وتنتهك الأعراض وتنشر الدعارة "جهاد المناكحة" وتستبيح الدماء البريئة تحت يافطة "الديمقراطية" وتسعر من نار الحرب "الطائفية" في المنطقة لتنقل دمارها للعراق ولبنان الدولة التي لطاما أحتضنت الملايين من أبناء فلسطين المشردين ليكون رد "قيادة حماس" على جميل أفعال تلك الشعوب مع أبناء جلدتهم وأستضافتهم لهم .
"قادة" تجاهلوا كل الجهل أهداف تأسيس حركتهم الجهادية واضاعوا بوصلتها ليصطفوا مع محور الخبث والخيانة والنفاق والعمالة العربية ضد محور المقاومة والصمود والجهاد لتحرير فلسطين المغتصبة وعودة القدس الشريف القبلة الأولى للمسلمين من براثن الصهيونية المجرمة سرطان الأمة وأرضها الذي لا بد من أن يستأصل على يد أبناء الضاحية الجنوبية الشرفاء من سوريا والعراق وايران وليس على يد من يتشدق "المقاومة و "الجهاد" اعلامياً ويترنح في أحضان الأسياد في الدوحة والرياض والقاهرة تماشياً مع نهج ومؤامرات "أعداء سوري" وشعوب المنطقة ومخططو مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، وأضحوا شركاء الحرب الكونية على شعب سوريا الأعزل المظلوم الذي لا يريد سوى استقلالية قراره السياسي والعيش الآمن وعودة أراضيه المحتلة والتعايش السلمي بين مختلف قومياته وطوائفه بعيداً عن التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية ..