بعد مضي أكثر من عام على حكم الاخوان المسلمين لمصر تبين بأنه لا يمكن الحكم تحت مظلة الاسلام السياسي المتطرف ( المدعوم بأجندة خارجية ) و أن خداع الشعوب باستخدام الدين من أجل تحقيق مصالح و مطامع سياسية مشروع فاشل و لا يمكن له أن يتوافق معهم .
الشعب المصري صاحب حضارة عمرها 7000 آلاف سنة , رفض هذا المشروع بكافة طوائفه و انتماءاته السياسة و الحزبية بخروجه بالملايين إلى الساحات تعبيراً عن رفضه لهذا الحكم منادياً " يسقط حكم المرشد " بالرغم من القاعدة الشعبية التي كانت تسانده بداية ً و التي خُدعت بأنها تناصر جماعة اسلامية معتدلة .
الاخوان المسلمون عبارة عن تجمع قبلي يحكمون باسم طائفة واحدة تريد أن تستأثر بالحكم لوحدها مع تهميش حقيقي لبقية الطوائف الاخرى , و الدليل الممارسات الاجرامية بحق الاقباط منذ بداية حكمهم انتهاءاً بالجريمة النكراء التي ارتكبت بحق عائلة شيعية بمحافظة الجيزة , وصولاً إلى تهمشيهم للمصريين المنتميين للطائفة السنية بالرغم من أنه مدرج ضمن توصيفهم للحركة بأنها حركة (اصلاحية شاملة ) .
علماُ أنه لا يمكنهم العمل ضمن نظام أو " كيان سياسي موحد " , والدليل أنهم استخدموا نوع من " التقية السياسية " أثناء الترويج لحملاتهم الانتخابية تأتي من منطلق إصلاح الأمة وتطبيق تعاليم الإسلام وأحكامه في سبيل الوصول إلى رئاسة مصر لكي يتحكموا أكثر بتدميرها و صياغة دستور مُعد على قياس محمد مرسي و نشر ثقافة الفوضى داخلها وذلك بالاستيلاء على المناصب السياسية و الادارية لصالحهم .
لقد عمل الاخوان المسلمين على نشر ثقافة الفوضى خارج مصر من خلال التدخل بالشؤون الداخلية للدول الاخرى و اصدار فتاوى جهادية و دعمهم بشكل صريح و علني للمتطرفين داخل سوريا وصولاً إلى قطع للعلاقات الدبلوماسية معها , و دعمهم لحركة حماس التي تتبع فكر الجماعة في كل شيء تقريباً وتعتبر فرعها في فلسطين والمتهمة بضلوعها بشكل علني ايضاً لعمليات ارهابية داخل الاراضي السورية .
ضمن هذه الصورة المبسطة عن حكم الاخوان المسلمين لمصر لمدة عام و نصف, على الشعوب العربية قاطبة و الشعب السوري "على وجه الخصوص " أن يدرك بأن التطرف الديني و الحكم تحت مظلة الاسلام السياسي المتطرف ممثلاً بجماعة الاخوان المسلمين لا مكان له و لا يمكن العودة إلى عصور التخلف و الجهل.
وبخروج الملايين إلى شوارع مصر وساحاتها وصدور بيان من المؤسسة العامة للجيش و القوات المسلحة و للتجاوب مع مطالب المحتجين بإنهاء حكم المرشد و رحيل مرسي هو بداية سقوط علني لمشروع جماعة الاخوان المسلمين, و سقوط لمشروع الاسلام السياسي المعتدل الذي يحمل معه سقوط اكيد للإسلام السياسي المتطرف لأنهما وجهان لعملة واحدة , و بداية صعود حركة جماهيرية شعبية رافضة لهذا المشروع ستنتقل عدواها إلى بقية المناطق المجاورة ابتداءاً بتونس و ليبيا و سوريا و صولاً لتركيا .