news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
خواطر عبثية ...بقلم : عبد الوهاب شرينه

غريب ذلك الصراع الذي يدور في مخيلتنا فقط تلك الحساسية المفرطة التي تحدث ضجيجا غير مسموع

و لكن اهتزازاته  تحرك النوافذ و الستائر في غرف مظلمة تتربع على تربة رخوة في أعماق روحنا آيلة

للسقوط في أية لحظة.

هل ذلك الدوار سببه الدوران في حلقة مفرغة كعجلة الزمن التي لا تتوقف عن الدوران حتى تصاب بالغثيان

من صوت احتكاكها بالماضي و بحثها عن أجوبة لأسئلة ليس لها أجوبة .

************************************************************


تمر عليك بلحظة كل المواقف المحرجة التي مررت بها في طريقك من الماضي إلى الحاضر و ربما بصور

مشوهة ضبابية بعض الشيء لا تنفك محاولة التربع على سطح ذكرياتك التي غيبتها في صندوق غير محكم

الإغلاق تآكل مع مرور الزمن لكي يبدو و كأنه قفص فتحاته أكبر مما وضع بداخله فأصبح يفقد محتوياته

رويدا رويدا كلما مررت بمنعطف أو طريق جبلية تتناثر على أطرافها الحصى و الحجارة .

************************************************************

 

كل يوم يمر تجد نفسك تسير بدون لافتات طرقية في مدينة عملاقة كثر فيها الضجيج و الصخب لا تعرف

النوم أو السكون كل ما تبحث عنه لافتة ما كتب عليها مخرج Exit و ربما تكون هذه اللافتة موجودة في

مكان ما و لكنها بلغة غير مفهومة لك أو أن هذه المدينة ليس فيها مخارج فهي كالدوامة تبتلع كل من يمر

بها من دون أن تشعر بأنك تسير بمنحنى حلزوني الشكل إلى ما لا نهاية.

************************************************************

 

طفولتك وشم رسم و حفر بالنار على كل زاوية من زوايا روحك التي لا تستطيع التخلص من هذا الوشم

إلا بعملية تجميل قاسية يتم بها استئصال ما تبقى من ذاكرة و نتيجتها الجنون.

 

لماذا أنت خائف من الجنون و هل استطعت بعقلك أن تتخلص من ذاك الأخطبوط الذي أحاط بك و غمس

أرجله التي لا تستطيع عدها في كل فتحة من فتحات روحك التي صممت لكي تتنفس بها فها هو يسد

الهواءالطلق عنك ليبث فيك من أنفاسه هواء منقوص الأوكسجين و لكن يضمن لك عدم الموت
 

و عدم الحياة معا.

************************************************************

 

في لحظة من اللحظات تشعر بالغربة و عدم انتمائك للزمان و المكان و ترى صور الأشخاص من حولك

صورا غريبة كأنك لم تشاهدها من قبل و تتجمد كل مشاعرك اتجاههم عندما تتيقن بأنهم هم أيضا
 

لا يعرفونك و إنما فرض عليهم أن يكونوا بجانبك أو أنهم وجدوا أنفسهم هنا و لا يعرفون لماذا و كيف.

************************************************************

 

تكاد تسمع صوتا صاخبا من الأفكار و من ذبذبات العقل الباطن يحرك كل عضلة فيك لا أريد أن أكون هنا

ولا أريد أن أكون هناك لا أريد شيئا لا أتحمل الشفقة من أحد سوف أتمرد على ضعفي و أقهره لا أستطيع

العيش متأرجحا بين كل هذه الأفكار و الذبذبات فهي تكاد تصيبني بالجنون .

************************************************************

 

في أول ساعات الفجر يتغير لون السماء تدريجيا من اللون الأسود إلى ذلك اللون السحري الذي لم يسجل

بعد ضمن لائحة الألوان لأنه لا ينتمي إلى أي لون معروف فهو لون كل شخص يراه حسب مزاجه و يعرفه

كيف يشاء و لم يتم التثبت من ماهيته لأنه سريع التبخر و الذوبان أمام أشعة الشمس المسرعة لكي تبدده

و كأن بينها و بينه عداوة  فلا يستطيع مقاومتها فيختفي مختبئا ينتظر فجر جديد.

 

ألم تمل الطبيعة هذا التكرار منذ ملايين السنين و إلى متى ستظل السماء تحتضن قرص الشمس نهارا

و من ثم تهدهده كي ينام خلف تلك الجبال أو تغرقه في البحر ربما لكي يبرد قليلا و يستريح ليعاود نشاطه

في اليوم التالي من جديد و كأنه ذلك الجندي المرابط على حدود الزمن ما أن ينام قليلا حتى يستيقظ باحثا

عن اي اختراق و هو يعلم بأنه لم يتمكن من رصد كل ما يجري ليلا ربما فاته قبلة عاشقين تحت جنح

الظلام لم يستطع تسجيلها في دفتر مذكراته اليومية.

************************************************************

 

تختلط الأصوات في مخيلتي فلا أستطيع تمييز أي صوت منها فهي تنبع من ألف مصدر و مصدر بنفس

الحدة و نفس المسافة الفاصلة ما بيني و بينها و كأنها تصلني من قبة السماء لتملأ أذني بالضجيج و أفقد

السيطرة على تمييزها منتظرا أن تهب رياحا معاكسة لتبعدها عني علني أستطيع النوم و أراقب حالة الطقس

و الأرصاد الجوية يوميا على أمل التنبؤ بعاصفة ما.

************************************************************

 

في ليلة من ليالي الشتاء كنت أشعر بالدفء و أنا أصحو على والدتي و هي تضع علي المزيد من الأغطية

خوفا علي من البرد و لم يكن سبب دفئي كل تلك الأغطية الصوفية  و إنما ذلك الحنان الذي اشعرني بأني

لست بحاجة إلى  الصوف في ليالي كوانين بقدر حاجتي إلى تلك النظرات الدافئة.

************************************************************

 

 عبد الوهاب شرينه

18 - 05 - 2013


 

2013-07-31
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد