2006-03-29 13:59:44 | ||
حين تموت آخر أحلامنا في جامعة حلب: الدكتور وزير التعليم العالي أين أنت؟ |
||
ما حصل في جامعة حلب و تحديداً في معهد تعليم اللغات ليس بفيلمٍ مكسيكي و إنما حقيقةٌ كان بطلها المطلق و كاتبها و مخرجها السيد مدير معهد اللغات في الجامعة المذكورة. فالواقعة حدثت على مرأى و مسمع من العشرات من الطلاب و الموظفين يوم الثلاثاء المنصرم بتاريخ 21/3/2006 حوالي الساعة السادسة مساءً. فإنه و في إطار تحسين أداء الموظفين و تقديم المزيد من الخدمات العملية و العلمية قامت شركة توليد الطاقة الكهربائية بحلب بالاتفاق مع معهد اللغات على إرسال ما يقارب 96 عاملاً لديها من مختلف الكفاءات لإتمام دورة تقوية في اللغة الانكليزية. و ماحدث في ذلك اليوم أن اثنين من المهندسين الكهربائيين كانوا في طريقهم إلى قاعة الدرس فاقتربوا لاستخدام المصعد فما كان من مستخدم المعهد إلا أن تقدم منهم آمراً إياهم بعدم الصعود لأن "معلمه" سينزل في الحال و لا يجوز أن ينتظر!!!! قام المهندسان بتجاهل الكلمات و استعملا المصعد و حين و صلا إلى الطابق المنشود كان في انتظارهم مدير المعهد الذي بدأ بالصراخ عليهما لتجرئهما على استعمال المصعد و استغربا و هما في الخمسين من العمر مثل هذا التصرف الذي يبتعد كل البعد عن القيم و الأخلاقية و الاجتماعية و الأكاديمية و طلب منه أحدهم ألا يسترسل في الإهانة لأنه من غير المعقول أن يشتما لاستخدامهما مصعداًًً و ذكره أحدهم أنهم في مؤسسة أكاديمية حكومية و ليس في معهدٍ خاصٍ و بعد هذه الملاسنة الكلامية توجه الاثنان إلى قاعة الدرس ولدهشة جميع الذين كانوا في قاعة الصف دخل مدير المعهد بعد قليل و معه ثلاثة من الحرس الجامعي و بيد أحدهم رشاش. طلب من المهندسين الذين استعملا المصعد الخروج و تم تهديدهم باستعمال القوة إن لم يمتثلا للأمر. و بدأ الاحتجاج و الأخذ و الرد و علا الصياح و ارتفعت نبرات التحدي. تدخل باقي الطلبة من أفراد الشركة المذكورة و البالغ عددهم في ذلك الصف حوالي 17 طالب تقريباً للدفاع عن زميليهم فما كان من الحرس إلا أن سحب رشاشه و بدأ الصراخ من كل حدب و صوب تراكض الموظفون إلى القاعة خرج الطلبة من أربع شعب مجاورة ساد الهرج و المرج في المكان. حاولت المدرسة (ب س) تلطيف الجو و رجا محاسب المعهد الطلبة الهدوء والتزام الأوامر حتى لا يقع قتيلاً و أحكم المهندسان العقل و طلبا من باقي الزملاء عدم الدفاع عنهما حتى لاتتسع رقعة الخلاف و غادرا القاعة و اقتادهم الحرس كما يقتاد المجرمون إلى مكتب مدير المعهد الذي شمخ مزهواً و الذي بدأ باتصالاته الخلبية ليقطع ما بقي من أوصال المتمردين و أمسك سماعة الهاتف و بدأ بالكلام و أخبرهم أنه اتصل بوزير الكهرباء فتشجع أحدهم و سأله و هل ستخبره بأننا استعملنا المصعد قبلك فأحضرت الحرس الجامعي ليخرجنا من قاعة الدرس بقوة الرشاش؟ رد الدكتور قطب ستعرف من أنا و ماذا أستطيع أن أفعل بكم. كي لا نسهب في السرد أكثر يكفينا القول أن الدكتور مدير المعهد قام فيما بعد بالاتصال برئيس جامعة حلب و بفرع الجامعة لإطفاء الشرعية على سلوكه, ثم قام بإيقاف دورة اللغة الإنكليزية لموظفي الشركة المذكورة لمدة أسبوع ليسدل الستار الأخير على فيلمه المكسيكي. أحمد الحسن |
||
Powered By Syria-news IT |