2006-07-13 12:45:54
لنبدل "فعل الأمر" بــ" صيغة السؤال" مع أطفالنا

رتب .. نظف.. افعل.. ادرس ..أفعال أمر نستخدمها في اليوم الواحد مئات المرات لنخاطب أطفالنا و نصدر من خلالها أوامرنا وكأننا نعيش في ثكنة عسكرية ،


نتوقع تنفيذاً دون اعتراض و دون إبداء أية ردود أفعال من هؤلاء الصغار الذين غالباً ما تكون تصرفاتهم بخلاف توقعاتنا بل و يتعمدون في كثير من الأحيان مخالفة أوامرنا ..

و لكن هل سألنا أنفسنا ولو لمرة واحدة لماذا تكون ردودهم بهذه الحدة و لماذا أوامرنا التي نصدرها تلقى معارضة لديهم ؟ هل هم فعلاً يقصدون مخالفتنا لأنهم لا يحبون ما نأمرهم به أم أن ترتيب أشياءهم أو تنظيف أسنانهم يتطلب منهم جهداً لا يقدرون عليه ؟ بالطبع الجواب سيكون "لا"

فالطفل عندما يعارض والديه و يرفض تنفيذ ما يطلبانه منه يكون بذلك قد قام بمحاولة صغيرة لإثبات ذاته التي أردنا من خلال فعل الأمر لا أن نقلصها و حسب بل أن نلغيها نهائياً ، ففعل الأمر كما هو معروف باللغة العربية هو فعل مبني على السكون أي أنه لا يتطلب أية ردود أفعال من الطرف الذي تلقاه و الطفل خاصةً في الأعوام العشرة الأولى من عمره يحاول فعل المستحيل لكي يثبت وجوده عن طريق إصداره أصوات أو أفعال تتحدث عن وجوده كعضو في المنزل الذي يعيش فيه .

و السؤال هنا ما هي الطريقة المثالية للتعامل مع الأطفال لكي نستطيع التوصل إلى تحقيق ما نريد دون أن نؤثر عليهم أو نضايقهم؟ و كيف نستطيع أن نضمن أن  يقوموا بتنفيذ ما نريد ؟ إن الجواب سهل للغاية و هو في متناول

أيدينا و لا يكلفنا أي شيء سوى تبديل صيغة "الأمر" بصيغة "السؤال!! فقد توصلت الدراسات الحديثة في علم النفس إلى أن الأطفال عادة ما يميلون إلى اتخاذ القرارات بمفردهم و ينزعجون من محاولات الأهل للتدخل في شؤونهم و أكثر ما يزعجهم هو مخاطبتهم بطريقة الأمر  و أثبت علماء النفس من خلال تجارب متعددة أجروها حول العالم أن الأطفال يلتزمون بنسبة أكثر بالأمور التي يتعهدون هم بالقيام بها و نادراً  ما يخلوا بهذه الالتزامات لان المسالة تتحول إلى مسألة كسب ثقة الآخر بقدرتهم على تنفيذ و الالتزام بالوعود التي قطعوها .لذلك علينا أن نعمل على تحويل أوامرنا إلى مشاريع قرارات تاركين مهمة إقرارها و تنفيذها لأطفالنا فبدلاً من أن نأمرهم بغسل أسنانهم في الصباح نحوله إلى استشارة أو سؤال مثل" ما رأيك لو غسلت أسنانك كي تعجب بك المدرسة اليوم و تعطيك مكافأة؟" أو "تخيل كيف انك ستفقد أعز ألعابك عندما سيدوس عليها احد دون أن ينتبه و يكسرها ؟" و هنا هو سيتحرك لترتيب أشيائه حفاظاً عليها من التلف.و من الجيد جداًً أن نعمل على مكافأة الأطفال على بعض الأمور الجيدة التي يقومون بها و أن نتناسى و لو لمرات قليلة بعض أخطاءهم محاولين أن نعلمهم من هذه الأخطاء و أن نخبرهم دائماً أن ما ينتابهم من حالات غضب أو عنف هي شيء طبيعي و لكنها لن تغير شيء لذلك من الممكن أن نتجنبها .

سيريانيوز


Powered By Syria-news IT