2006-10-19 11:26:51
الشباب بين الجنس والاستقامة

تواجه شرائح واسعة من شباب مجتمعنا، ضغوط تحديين قاسيين ومترافقين:

التحدي الجنسي، والتحدي الاقتصادي.

وإن كان التحدي الأول، قد شُرِّع له، دينياً واجتماعياً، أن يكون إشباعه عبر الزواج، فإن تلك بذاتها معضلة أخرى تفضي إلى التحدي الاقتصادي، وتترك التحدي الجنسي في أوج التهابه.


وسنة تلو أخرى، يتفاقم حجم التحدي الاقتصادي الذي يواجه أي شاب مقبل على الحياة حديثاً في مجتمعنا، فمن همِّ تأمين فرصة العمل، إلى همِّ الارتقاء إلى مدخول معيشي يؤمن الاكتفاء، ليتدرج إلى حلم آخر يصعب عادة تحقيقه في مجتمعنا، وهو تأمين مدخول معيشي يعين على الادخار، وبالتالي تأمين الاحتياطي المالي الذي يساعد أي شاب على الزواج، ويبقى تحدي تأمين السكن، وخاصة في ظل لهيب الإيجارات وأسعار العقارات المشتعل في بلادنا حالياً، تحدٍّ آخر، يزيد من لهيب التحديين الاقتصادي والجنسي.

فحينما يتقدم العمر بالشاب، وهو يكدح على طريق تأمين متطلبات حياة زوجية مقبولة اجتماعياً، يتقدم تأثير التحدي الجنسي، كلما ضعف الأمل وطال الأمد في تأمين الحد الأدنى من متطلبات الزواج، وبالترافق مع ارتفاع معدلات الإغراء المتاحة، ووجود فرص رخيصة لإشباع الرغبة الجنسية، تبقى الخشية من الانزلاق إلى هاوية الانحراف، ومن ثم الإدمان عليه، إدماناً يصعب الإدبار عنه.

وهنا يأتي تحدي الاستقامة، تحدي كبت التحدي الجنسي، إلى حين تجاوز التحدي الاقتصادي، وهو الأمر الذي يكون من النوادر النجاح فيه في أيامنا هذه، هل مقولة الاستقامة في ظل ما سبق من ظروف وتحديات، باتت مقولة واقعية، وهل يستطيع الشاب، أو الشابة، كبت التحدي الجنسي، صبراً إلى حين تجاوز التحدي الاقتصادي؟

أم أن عملية كبت التحدي الجنسي ذاتها، عملية عقيمة، لا جدوى منها، ولا ضرر من رفضها، حسبما يعتقد بعض أنصار الحرية الجنسية، الذين يدعون وإن بصوت خافت، بضرورة كسر قاعدة المحرمات، في مجتمع لا يمللك مقومات الصبر عليها؟

أم أن الدين والقناعات الأخلاقية والاجتماعية القويمة، قادران على تأمين ملاذ للشاب المتحرق إلى حين إيجاد الحل؟

ما رأيك في كل ما سبق، وما رأيك في الخيارات المتاحة أمام الشاب، في مجتمعنا، بين تحديِّ الجنس والاستقامة......

 


Powered By Syria-news IT