نفذ مكتب منظمة اليونيسيف بدمشق بالتعاون مع مديرية الإعلام التنموي في وزارة الإعلام دراسة بعنوان (تأثير الإعلام التلفزيوني والإذاعي في عملية التنشئة الاجتماعية - المجتمع السوري نموذجاً)
وأظهرت الدراسة أن الأسرة السورية تتابع برامج الإذاعة والتلفزيون بشكل عام من ساعة إلى ساعتين يوميا، وترتفع هذه النسبة عند الأبناء لتصل إلى ثلاث ساعات يومياً.
وبينت أن البرامج التعليمية لا تحظى بالمتابعة لدى جميع أفراد العائلة السورية، وأنه يؤثر متغير العمر بالنسبة للأطفال على البرامج التي يفضلون متابعتها حيث اقتصرت المتابعة على برامج الأطفال والأغاني بالنسبة للشرائح العمرية الأصغر، ويزداد تعلق الطفل ببرامج الإذاعة والتلفزيون في مرحلة المراهقة وتكون متابعته متنوعة.
وحول دور الأسرة في توجيه الطفل لاختيار البرامج أظهرت الدراسة أن مسؤولية تنظيم العلاقة بين الأبناء والتلفزيون في الأسرة السورية تتولى الإشراف عليها الأم فقط سيما لدى الأبناء في المرحلة العمرية من 6 - 9 أعوام، ولكن يلاحظ أن دور الأم يقتصر على تحديد الفترة الزمنية التي يقضيها الطفل في المتابعة دون أن يتعداها إلى الإشراف المباشر ومواكبة الطفل أثناء المشاهدة لأنه وفقا للمؤشرات نجد أن الأم تتغيب عن المتابعة في فترة العصر وهي الفترة الأكثر تفضيلاً لدى هذه الشريحة.
وبينت الدراسة أن خصوصية هذه المرحلة العمرية تأتي من كونها فترة مراهقة تكتمل فيها عوامل النضوج لدى الفرد، وبالتالي لا بد للأبوين من تنسيق الجهود التي يبذلانها ليتخطى المراهق هذه المرحلة سيما بالنسبة لعلاقته بوسائل الإعلام التي أصبحت مصدراً أساسياً وخطيراً من مصادر تعرفه على المجتمع، وبحسب الدراسة فإنه ليس هناك أي تأثير يذكر لمشاركة النظام التربوي متمثلاً بالمدرسة في توجيه الأبناء وتنظيم علاقتهم مع وسائل الإعلام.
وحول الفترات المخصصة للمتابعة وفقاً لعمر الطفل أظهرت الدراسة أنه بالنسبة للشريحة العمرية بين 6 - 9 أعوام تتابع بنسبة 69% أثناء تأدية الواجبات المدرسية، وكانت نسبة الأسر التي تفرض على أولادها متابعة برامج التلفزيون أيام العطل فقط متدنية جدا.
وحول مدى قدرة الأهل على تحديد نوعية البرامج والمحطات وفقاً لعمر الطفل أكدت الدراسة أنه بخصوص الأطفال من عمر 6 - 9 سنوات يتمكن الأهل من تحديد نوعية البرامج بنسبة 66% ومن أعمار 9 - 3 عاماً بنسبة 63% ومن 13 - 16 عاماً بنسبة 29%.
واختتمت الدراسة بالإشارة إلى أن هذا يؤكد أن الأبوين ينجحان في تحديد نوعية البرامج والمحطات للمرحلتين العمريتين الأولى والثانية بينما بالنسبة للمرحلة العمرية الأخيرة فإنهم لا يستطيعون ذلك لعدة أسباب أهمها تغيبهم عن المنزل لساعات طويلة، وعدم تمكن البعض من إقناع أطفالهم بمشاهدة برامج محددة، وقيام العديد من الأطفال بمشاهدة التلفزيون عند الأصدقاء أو الجيران.
سيريانيوز