2007-04-23 14:17:19
كيف تقيّم ظاهرة الدروس الخصوصية؟

يختلف الكثيرون في تقييم ظاهرة الدروس الخصوصية، ففي حين يعتبرها البعض ظاهرة سلبية تعبّر عن جشع المدرسين وسعيهم للكسب غير المشروع،


حيث يقصّرون في أداء واجبهم التدريسي خلال ساعات الدوام الرسمي ليجبروا الطلبة وأوليائهم على اللجوء إلى هذه الدروس، يعتقد آخرون أن هذه الظاهرة ليست نتاج تقصير المدرسين بقدر ما هي نتاج طبيعة النظام التدريسي في المرحلة ما قبل الجامعية، فوزارة التربية عادة، حسب رأي البعض، لا تراعي أثناء عملية توزيع المناهج جانب التوقيت، فتأتي المناهج كبيرة وطويلة ويستحيل إنهاؤها بالصورة الملائمة والمثلى في حصص الدوام الرسمي، مما يضطر المدرس إلى الإسراع في إنهاء تلك المناهج على حساب فهم الطالب ومدى استيعابه، الأمر الذي يستوجب ظاهرة الدروس الخصوصية.

ويذهب آخرون إلى تصوير ظاهرة الدروس الخصوصية المتفاقمة في السنوات الأخيرة على أنها نتاج السمة الاستهلاكية المتصاعدة للمجتمع، حيث ينشغل الأب والأم في تأمين احتياجات الحياة المتزايدة، ليسلّموا موضوع رعاية أبنائهم من الناحية الدراسية لمدرسين متخصصين يحصلون على جزاء تعبهم بصورة مجزية مادياً، مما يسمح للوالدين بمتابعة مستوى أبنائهم الدراسي، دون أن يضطروا هم شخصياً لتولي تلك المسؤولية.

آراء أخرى مختلفة تتناول تقييم ظاهرة الدروس الخصوصية، وتتراوح بين من يذم هذه الظاهرة معتبراً إياها بأنها نتاج خراب الذمم وتفشي الفساد حتى بين مربي الأجيال، ويدعو هؤلاء إلى محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية ومحاصرتها، وبين من يرجع تلك الظاهرة إلى أسباب موضوعية كتطور طبيعة المجتمع، والنظام التعليمي القائم في البلاد، فيعتبرها لتلك الأسباب، ظاهرة ضرورية يصعب التخلي عنها، دون أن تتم عملية إصلاح شاملة للنظام التعليمي القائم في البلاد.

فما رأيك فيما سبق؟

كيف تقيّم ظاهرة الدروس الخصوصية؟

هل ترجعها لذمّة المدرس، أم أنك تعتبرها ضرورية في ظل نظامنا التعليمي الراهن؟

هل تؤيد هذه الظاهرة، أم أنك من الداعين لمحاصرتها ومحاربتها؟

شاركنا الرأي..


Powered By Syria-news IT