2007-11-10 22:29:35
أسطورة الكتاب الجامعي كمرجع

بقيت النظرية السائدة لفترة طويلة في التعليم الأكاديمي تقوم على ضرورة توفر كتاب جامعي محدد لكل مقرر، يكون وافياً ومتضمناً كل حيثيات ومستلزمات الإحاطة بالمقرر، وأن يكون هذا الكتاب هو المصدر الرئيس وشبه الأوحد للإحاطة بمواضيع المقرر المدروس.


في المقابل كانت نظرية مضادة تتقدم وتزداد مصداقية وخاصة بعد أن اعتمدت منذ عقود كقاعدة تعليمية أساسية في الغرب، وخاصة في التعليم الأكاديمي، خلاصتها رفض تحديد كتاب جامعي ما كمرجع وحيد وأساسي يطلب من الطالب التحضير للامتحان عبره، واستبدال ذلك بمبدأ تعليمي جديد أكثر جدوى يتحمل فيه الطالب مسؤولية البحث في كم كبير من الكتب المتخصصة في مقرر ما ثم يمتحن في كم المعلومات التي استطاع تجميعها، وكيفية تعامله مع هذه المعلومات وتحليلها واستخلاص النتائج منها.

أما في سوريا فقد بقيت القاعدة حتى اليوم هي اعتماد مرجع جامعي محدد ووحيد كمصدر لمعلومات الطالب وموضوع لامتحانه القادم، بحيث كان على الطالب أن يحفظ معظم معلومات هذا الكتاب كي ينال الدرجة المرجوة في الامتحان الجامعي، وهي القاعدة التي ما تزال سائدة في معظم الفروع والمقررات الجامعية في سوريا، النظرية منها والعملية، مع بعض الاستثناءات التي يعتمد فيها بعض المدرسين في السلك الأكاديمي الأسلوب الغربي القائم على ترك أمر المراجع للطالب وتحميله مسؤولية البحث في كم أكبر من المراجع، كي يزيد أفق إطلاعه، وتزداد إدراكاته في المقرر المحدد، إلى جانب تركيزه على منهج التحليل في المقرر بدلاً من التركيز على حفظ المعلومات. هذا الاستثناء بقي نادراً في جامعاتنا، بل حتى أنه يلقى معارضة من بعض الجهات الأكاديمية والإدارية صاحبة القرار في جامعاتنا، كما أنه يلقى معارضة من كم كبير من الطلبة الذين يفضّلون أسلوب "البصم" من كتاب محدد.

فما رأيك فيما سبق؟

أي الأسلوبين في التعليم الأكاديمي تفضّل؟

ما هي سلبيات وإيجابيات كل أسلوب من هذين الأسلوبين في رأيك؟

 


Powered By Syria-news IT